responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 354

و له:

نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة # أجاب إليها عالم و جهول‌

و قال آخر:

و المنتمون إلى الوفاء جماعة # إن حصّلوا أفناهم التحصيل‌

و قال الموسوي:

أبى النّاس إلاّ ذميم الفعال # إذا جرّبوا و قبيح الكذب‌

ذمّ الغدر و ذويه‌

قال اللّه تعالى: وَ اَلَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اَللََّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثََاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ مََا أَمَرَ اَللََّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ أُولََئِكَ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ اَلدََّارِ [1] و قال تعالى: أَ فَأَمِنَ اَلَّذِينَ مَكَرُوا اَلسَّيِّئََاتِ أَنْ يَخْسِفَ اَللََّهُ بِهِمُ اَلْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ اَلْعَذََابُ مِنْ حَيْثُ لاََ يَشْعُرُونَ [2] ، و قال أمير المؤمنين رضي اللّه عنه الغدر مكر و المكر كفر. و قيل: الخيانة خزي و هوان، و قيل: من عامل الناس بالمكر كافئوه بالغدر.

قال شاعر:

لقد غدرت و عيب الغدر مشتهر

و كانت العرب إذا غدر منهم غادر يوقدون له بالموسم نارا و ينادون عليه، يقولون ألا أن فلانا غدر و لذلك قال الغادرة الغطفاني:

اسمى ويحك هل سمعت بغدرة # رفع اللواء بها لنا في المجمع‌

و قيل: حجّ وفاء زهير المازني في الجاهلية و رأى في منامه كأنه حاض، فقص رؤياه على قس بن ساعدة فقال: إنك غدرت أو غدر بعض عشيرتك. فلمّا قدم على أهله وجد أخاه قد غدر بجار له فعقله، و قال علام سمّيت وفاء إذا رضيت الغدر.

رجوع الغدر إلى صاحبه و سرعة إدراك عقوبته‌

قال أمير المؤمنين كرم اللّه وجهه: ثلاث هنّ راجعات إلى أهلها: المكر [3] و النكث‌ [4]

و البغي‌ [5] ، ثم تلا قوله تعالى: وَ لاََ يَحِيقُ اَلْمَكْرُ اَلسَّيِّئُ إِلاََّ بِأَهْلِهِ [6] و قال: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمََا يَنْكُثُ عَلى‌ََ نَفْسِهِ [7] و قال: إِنَّمََا بَغْيُكُمْ عَلى‌ََ أَنْفُسِكُمْ [8] ، و قيل: ربّ حيلة كانت على صاحبها وبيلة. و قيل: رب حيلة أهلكت المحتال.


[1] القرآن الكريم: البقرة/27.

[2] القرآن الكريم: النّحل/45.

[3] المكر: الخداع.

[4] النكث: عدم الوفاء بالوعد أو خيانة العهد.

[5] البغي: الظلم.

[6] القرآن الكريم: فاطر/43.

[7] القرآن الكريم: الفتح/10.

[8] القرآن الكريم: يونس/23.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست