responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 338

و قال البحتري:

سلام على تلك الخلائق إنّها # مسلّمة من كلّ عار و مأثم‌ [1]

قال أبو الفرج الأصبهاني‌ [2] :

خلائق كالحدائق طاب منها # النسيم و أينعت منها الثّمار

و قيل: صفاء الأخلاق من نقاء الأعراق.

النهي عن سوء الخلق‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: من ساء خلقه عذب نفسه. و قال عليه السلام: خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل و سوء الخلق. و قيل: سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل.

و قال الأحنف: الداء الدوي الخلق الردي‌ء [3] و اللباس البذي، بئس الملبوس العبوس و قيل: ليس لسيئ الخلق توبة لأنه كلما خرج من ذنب دخل في آخر لسوء خلقه.

المذموم بسوء الخلق‌

صحب رجل رجلا سيّئ الخلق فلما فارقه قال: قد فارقته و خلقه لم يفارقه و قال أعرابي لرجل: أنك شكس الخلق دائم القطوب. قال عمرو بن كلثوم:

و كنت امرأ لو شئت أن تبلغ المنى # بلغت بأدنى غاية تستديمها

و لكنّ فطام النفس أثقل محملا # من الصّخرة الصّماء حين ترومها [4]

و قيل: لا مداراة للخلق السيئ القبيح كالشجرة المرة لو طليت بالعسل لم تثمر الأمر أو كذنب الكلب لو أدخلته القالب سنين لعاد إلى اعوجاجه.

المتمدح بمصابرة سيّئ الخلق‌

قال رجل لأحمد بن أبي خالد لقد أعطيت ما لم يعط رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: لئن لم تخرج من ذلك لأضربنك. فقال الرجل: إن اللّه تعالى قال لنبيه و لو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا [5] من حولك و أنت فظّ و نحن لا ننفض من حولك.

و قال شعيب بن حرب خطبت امرأة فأجابتني فقلت: إني سيّئ الخلق. فقالت:

أسوأ خلقا منك من يلجئك إلى سوء الخلق. و قال حبيب لرجل سيّئ الخلق: إن استطعت أن تغير خلقك و إلا فليسعك من أخلاقنا ما ضاق به ذرعك.


[1] الخلائق: جمع خليقة، الطبيعة و ما خلق اللّه.

[2] أبو الفرج الأصبهاني: عليّ بن الحسين من أئمة الأدب و أحد أعلام التأريخ الأدبي. عاش ببغداد، مات سنة 356 هـ (967 م) ، و له كتاب «الأغاني» .

[3] الردى: مخفّف الردي‌ء، أي السيئ.

[4] فطام النفس: الفطام: فصل الولد عن الرضاع، و فطام النفس الحول بينها و بين شهواتها.

[5] انفضوا من حولك: تفرّقوا.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست