نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 337
و قيل للجاحظ: لم خذلت ابن الزيات [1] و هربت منه لمّا أصابته المحنة؟فقال:
خفت أن يقال ثاني اثنين إذا هما في النار و ذلك أنّ ابن الزيات عوقب في تنور من حديد حتى مات. و في الإخوانيات و ذكر الأقارب أبواب تليق بهذا الفصل.
(2) و مما جاء في الأخلاق الحسنة و القبيحة
الحثّ على حسن الخلق و مدح ذلك
قال اللّه تعالى: خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ[2] قيل ما عفا لك من محاسن أخلاق الناس و قال تعالى: وَ اِخْفِضْ جَنََاحَكَ لِمَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ[3] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم و يقارب ذلك ما قيل لفيلسوف، هل من جود يتناول به الخلق فقال: نعم أن تحسن الخلق و تنوي لكل أحد الخير. و قال صلّى اللّه عليه و سلم: إنّ أحبّكم إليّ أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا [4] الذين يألفون و يؤلفون و قال صلّى اللّه عليه و سلم: حرّم اللّه النار على كل هين، لين سهل قريب. و قال لأبي الدرداء: أ لا أدلك على أيسر العبادة و أهونها على البدن.
قال: بلى يا رسول اللّه فقال: عليك بالصمت و حسن الخلق فإنك لن تعمل مثلهما. و قيل:
في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق. و قال مكحول: المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قدته إنقاد و إن أنخته [5] على صخرة استناخ، قال شاعر:
ما لم يضق خلق الفتى # فالأرض واسعة عليه
و قال آخر:
لو أنني خيّرت كلّ فضيلة # ما اخترت غير مكارم الأخلاق
الممدوح بحسن الخلق
سئلت عائشة رضي اللّه عنها عن خلق النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقالت: أ و ما تقرءون القرآن: وَ إِنَّكَ لَعَلىََ خُلُقٍ عَظِيمٍ[6] و قيل: فلان على خير ما تبنى عليه الضرائب.
[1] ابن الزيّات: هو محمّد بن الزيّات 233 هـ (847 م) . وزير المعتصم و الواثق. عمل ضد المتوكّل فانتقم منه هذا. كان أديبا شاعرا، و مات مقتولا.