نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 292
و لم أهرب على ثقة و علم # بأنّي إن رميت أفوت نبلك
و لكنّي هربت على يقين # بأنك معمل في الحكم فضلك
المتوصّل إلى العفو بمغالظة القول
أتى مخرق بنساء، فطلبن أن يعفو عنهن فأبى، فقالت امرأة منهنّ: أطال اللّه سهادك و أخمد رمادك فما قتلت إلا نساء أعلاهن ندى و أسفلهن دما، ما أدركت من قتلنا ثارا و لا محوت عن نفسك به عارا. فأمر بتخلية سبيلهن غيرها، و قال: إنّي لأخشى أن تلد مثلها.
و أتى الحجاج بأسارى [1] فقال أحدهم: لا جزاك اللّه عن السنة خيرا، قال: كيف؟قال: إنّ اللّه تعالى يقول: فَإِذََا لَقِيتُمُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ اَلرِّقََابِ حَتََّى إِذََا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا اَلْوَثََاقَ[2] فإمّا منا بعد و إمّا فداء، فلا مننت و لا فاديت، فقال الحجاج: خلّوا سبيلهم. و قالت امرأة في جملة أسري: قبّحك اللّه فلئن أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو. فقال: أف لهذه الجيف أ ما كان فيهم من يقول مثل هذا. و أمر بتخلية من بقي منهم.
المتوصّل إلى العفو بتذكّر اللّه و مناشدته
غضب رجل على مولاه فقال: أسألك باللّه إن علمت أني لأطوع لك منك للّه فاعف عنّي، عفا اللّه عنك، فعفا عنه.
و قال رجل لأمير غضب عليه: أسألك بالذي أنت أذلّ بين يديه غدا منّي بين يديك إلا ما عفوت عنّي، فعفا عنه. و قال آخر لأمير يضربه: اضرب بقدر ما تعلم أنك تجشّمه [3]
جنى غلام للحسن بن علي رضي اللّه عنهما فأمر بعقابه فقال: يا مولاي إن اللّه تعالى قد مدح قوما فكن منهم، فإنه يقول: وَ اَلْكََاظِمِينَ اَلْغَيْظَ[5] فقال: خلوا سبيله قال و قد قال: وَ اَللََّهُ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ[6] قال: أنت حر لوجه اللّه و لك من المال كذا.
و استعفى رجل من مصعب بن الزبير فعفا عنه فقال: اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض، فأعطاه مائة ألف، فقال الرجل: إنّي قد جعلت نصفها لابن قيس الرقيّات لقوله: