نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 290
متوصل إلى العفو بمراجعة أو حجة
غضب عبد الملك على رجل فلما أتى به. قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: لا سلم اللّه عليك. فقال: ما هكذا أمر اللّه تعالى إنما قال تعالى: وَ إِذََا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهََا أَوْ رُدُّوهََا[1] و قال: وَ إِذََا جََاءَكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيََاتِنََا فَقُلْ سَلاََمٌ عَلَيْكُمْ[2] فعفا عنه. و كان عمر رضي اللّه عنه يعس ليلة فسمع غناء رجل من بيت فتسوّر عليه فرآه مع امرأة يشربان الخمر. فقال: يا عدوّ اللّه أ رأيت أن يسترك اللّه و أنت على معصية، فقال: يا أمير المؤمنين لا تعجل إن كنت عصيت اللّه في واحدة فقد عصيت في ثلاث قال اللّه تعالى: وَ لاََ تَجَسَّسُوا[3] و قد تجسست و قال: وَ أْتُوا اَلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوََابِهََا[4] و قد تسوّرت علي و قال: و لاََ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتََّى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلىََ أَهْلِهََا[5] و قد دخلت بغير سلام. فقال عمر رضي اللّه عنه: أسأت فهل تعفو؟ فقال: نعم و عليّ أن لا أعود.
من توصّل إلى العفو بذمّ نفسه
كان جعفر بن أمية خرج مع مصعب [6] بن الزبير و كان صديقا لعبد الملك، فلما أتى به بعد قتل مصعب قال عبد الملك: لا أنعم اللّه بك، خرجت مع مصعب؟قال: نعم قال:
و نعم أيضا فلا أنعم اللّه بك. قال: إني أعرف نفسي بالشؤم فاردت أن أصيب مصعبا بشؤمي، فضحك و خلاّه.
و أتى الحجّاج برجل من أصحاب ابن الأشعث [7] فقال له: أ فيك خير إن عفوت عنك؟فقال: لا. قال: و لمه؟قال: لأني كنت خاملا فرفعتني و ألحقتني بالناس فخرجت مع ابن الأشعث لا لدين و لا لدنيا و معي الحماقة التي لا تفارقني أبدا و لا أفلح معها سرمدا.
فضحك منه و خلّى سبيله.
من توصّل إلى العفو بحيلة
أتى معن بن زائدة [8] بأسرى فأمر بضرب أعناقهم، فقام غلام منهم فقال: أنشدك اللّه
[6] مصعب بن الزبير: (36-71 هـ/647-690 م) أخو عبد اللّه بن الزبير و نائبه في العراق. قاوم الخوارج و قضى على المختار الثقفي قتله عبد الملك بن مروان في مصر.
[7] ابن الأشعث: عبد الرحمن (ت 85 هـ/704 م) قائد أمويّ ثار على الحجّاج و أبى الخضوع لأوامر الخليفة عبد الملك بن مروان. استولى على الكوفة. هزمه الحجّاج في معركة دير الجماجم و فيها قتل.
[8] معن بن زائدة: هو أبو الوليد بن مطر كان يؤيد يزيد بن معاوية و بعد مقتل يزيد، توارى عن الأنظار مدّة ثم أيّد المنصور العبّاسي فعفا عنه و جعله واليا على خراسان.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 290