responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 287

إلى ولدها عاقبني عقاب من سهر في طلبه فإن حبستني على أني أصلح له و يصلح لي فليس ذلك ذنبا فأتوب منه، و قال الرشيد لرجل يرمى بالزندقة: لأضربنّك حتى تقرّ بالذنب، فقال هذا خلاف ما أمر اللّه تعالى به، لأنّه أمر أن يضرب الناس حتى يقرّوا بالإيمان و أنت تضربني حتى أقرّ بالكفر فخجل و عفا عنه. قال التنوخي:

إن كان إقراري بما لم أجنه # يرضيك عنّي قلت إنّي ظالم‌

معتذر بتكذيب نفسه‌

خرج النعمان‌ [1] متنكرا فمرّ برجل فقال له: أ تعرف النعمان؟قال أ ليس ابن سلمى؟ قال: نعم. قال: طالما أمررت يدي على فرجها. فلحقته خيله فقال: كيف؟قلت: قال أبيت اللعن و اللّه ما رأيت شيخا أكذب و لا ألأم و لا أوضع و لا أعض لبظر أمه منّي.

فضحك و خلاّه فأنشد اليشكري:

تعفو الملوك عن العظيم من الذّنوب لفضلها # و لقد تعاقب في اليسير و ليس ذاك لجهلها

لكن ليعرف فضلها # و يخاف شدّة نكلها

انقطع عبد الملك عن أصحابه فانتهى إلى إعرابي فقال: أ تعرف عبد الملك؟قال:

نعم جائر بائر [2] . قال: ويحك أنا عبد الملك قال: لا حيّاك اللّه و لا بيّاك و لا قربك.

أكلت مال اللّه و ضيّعت حرمته. قال: ويحك أنا أضرّ و أنفع. قال: لا رزقني اللّه نفعك و لا دفع عنّي ضرك فلما وصلت خيله علم صدقه، فقال: يا أمير المؤمنين اكتم ما جرى فالمجالس بالأمانة.

مستعف سأل أن ينخدع له‌

قال ابن الرومي:

فسامح وليّك إنّ الكريـ # م قد يتخادع للخادع‌

و قال:

و ما بك من غفلة إنّما # لفرط الحياء و فرط الكرم‌

و كان جعفر بن سليمان عثر برجل سرق درة فباعها؟فلما بصر بالرجل استحيا فقال له: أ لم تكن طلبت هذه الدرة مني فوهبتها؟فقال الرجل: نعم فخلّى سبيله.

و بلغني أنّ ركن الدولة كان يوما في الدار بحيث لا يرى فدخل فراش فرأى طاسا من ذهب و لم يكن بقربه أحد، فتناوله و خرج، فرآه ركن الدولة و لم يعلم به فلما استقصى عليه الخدم قال: دعوه فإن من أخذه لم يأخذه على أن يرده و رائيه لا يريد


[1] النعمان: هو النعمان بن المنذر من ملوك الحيرة.

[2] بائر: اسم فاعل من بأر بأرا و ابتأر حفر، و أبأر حفر بئرا.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست