responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 281

الحثّ على الرحمة و مدح ذويها

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء و قال صلّى اللّه عليه و سلم: من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه، و قال عليه الصلاة و السلام: لا تنزع الرحمة إلاّ من قلب شقيّ.

و قال: من كرم أصله لان قلبه و قيل: من أمارات الكرم الرحمة و من أمارات اللؤم القسوة.

الحثّ على العفو مطلقا

قال اللّه تعالى: وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا أَ لاََ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اَللََّهُ لَكُمْ [1] و قال تعالى: وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‌ََ [2] و قال تعالى: فَاعْفُوا وَ اِصْفَحُوا حَتََّى يَأْتِيَ اَللََّهُ بِأَمْرِهِ [3] و أدب نبيه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجََاهِلِينَ [4] . فلمّا علم أن قد قبل أدبه.

قال: و إنك لعلى خلق عظيم. و قال الأحنف: إياكم و حمية الأوغاد. قيل و ما حميتهم؟ قال: يرون العفو مغرما و البخل مغنما، و قيل لبعضهم: هل لك في الإنصاف أو ما هو خير من الإنصاف؟قال: و أيّ شي‌ء خير من الإنصاف؟قال: العفو فالانصاف ثقيل، و سئل الجنيد رحمه اللّه عن الفتوة فقال: العفو بدلالة قوله تعالى: وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا [5] ، و قيل: العفو عن المذنب زكاة النفس. قيل: من كرم الأخلاق أن تغفر الذنب من شكر الموهوب العفو عن الذنوب الاحتمال قبر العيوب. قال البحتري:

إذا أنت لم تضرب عن الحقد لم تفز # بشكر و لم تسعد بتقريظ مادح‌ [6]

استطابة العفو و لذّته‌

قيل: لذة العفو أطيب من لذة التشفيّ‌ [7] لأن لذّة العفو يتبعها حمد العاقبة، و لذة التشفي يتبعها غمّ الندامة، و قيل للإسكندر: أيّ شي‌ء أنت به أسر مما ملكت؟قال: مكافأة من أحسن إليّ بأكثر من إحسانه و عفوي عمّن أساء بعد قدرتي عليه.

ما يستحسن في الكبار من الحلم و ما يستقبح‌

قال معاوية رضي اللّه عنه و قد أغلظ له رجل: إني لا أحول بين الناس و بين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا و بين السلطان، و قال المأمون الحلم يحسن بالملوك إلا في ثلاثة: قادح في ملك و متعرّض لحرمة و مذيع لسر. و قال السفّاح: الحلم يحسن إلا ما أوضع الدين و أوهن السلطان.

الحثّ على درء الحدّ

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ادرءوا الحدود بالشبهات، و قال عمر رضي اللّه عنه: لأن يخطئ الإمام


[1] القرآن الكريم: النّور/22.

[2] القرآن الكريم: البقرة/237.

[3] القرآن الكريم: البقرة/109.

[4] القرآن الكريم: الأعراف/199.

[5] القرآن الكريم: النور/22.

[6] التقريظ: الإطراء و المدح.

[7] التشفيّ: شفاء الغليل، الانتقام.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست