نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 278
ما يسكّن به الغضب
قيل: من غضب قائما فقعد سكن غضبه و إن كان قاعدا فاضطجع سكن و العجم تقول: من غضب فليستلق.
قال أبو بكر بن عبد اللّه: أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم، و قيل: أذكر قدرة اللّه إذا غضبت. قال اللّه تعالى: إِنَّ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا إِذََا مَسَّهُمْ طََائِفٌ مِنَ اَلشَّيْطََانِ تَذَكَّرُوا فَإِذََا هُمْ مُبْصِرُونَ[1] فقيل: الطيف من الشيطان حرّ الغضب.
من أغضب من الكبار فصبر
قام رجل إلى عمر بن عبد العزيز فكلّمه بكلام أغضبه، فقال: أردت أن يستفزّني الشيطان، فإياك و معاودة مثله، عافاك اللّه.
أمر محمد بن سليمان برجل أن يطرح من القصر كان قد غضب عليه، فقال الرجل:
اتّق اللّه. فقال: خلوا سبيله فإني كرهت أن أكون من الذين قال اللّه تعالى فيهم: وَ إِذََا قِيلَ لَهُ اِتَّقِ اَللََّهَ أَخَذَتْهُ اَلْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ[2] .
ذمّ الغضب
قيل لحكيم: أيّ الأحمال اثقل؟فقال: الغضب. و روى أن إبليس لعنه اللّه. قال: مهما أعجزني ابن آدم فلن يعجزني إذا غضب لأنه ينقاد لي فيما أبتغيه و يعمل ما أريده و أرتضيه.
و قيل لأبي عباد: أيما أبعد من الرشاد السكران أم الغضبان؟فقال: الغضبان: لا يعذر أحد في طلاق و لا ماثم يجترمه و ما أكثر ما يعذر السكران. و سئل ابن عباس رضي اللّه عنه عن الغضب و الحزن أيّهما أشدّ؟فقال: مخرجهما واحد و اللفظ مختلف فمن نازع من يقوى عليه أظهره غضبا و من نازع من لا يقوى عليه كتمه حزنا، و من هنا أخذ المتنبي قوله:
و حزن كلّ أخي حزن أخو الغضب
من غضب في غير مغضب
قال بعض الحكماء: إذا كانت الموجدة [3] من علّة كان الرضا مفقودا. و قيل: من غضب من غير ذنب رضي من غير عذر. و قيل: من فاته الدين و المروءة فرأس ماله الغضب.
عذر من كان منه غضب
قال الشافعي [4] رضي اللّه عنه: من استغضب و لم يغضب فهو حمار، و من استرضي
[4] الشافعي: محمّد بن إدريس (150-204 هـ/767-820 م) إمام مؤسّس أحد المذاهب السنية الأربعة. ولد في غزة و توفي في مصر أشهر كتبه «الأم» في الفروع و «المسند» في الحديث و «السنن و الرسالة» في الأصول.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 278