نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 276
(2) مدح الحلم و كظم الغيظ و فضل الرحمة و العفو و الاستعفاء و الاعتذار
حدّ الحلم
قيل: الحلم تجرع الغيظ. و قيل: الحلم دعامة العقل و قال الأفوه الأودي: الحلم محجزة عن الغيظ. و قيل: ليس الحليم من ظلم فحلم حتى إذا قدر انتصر و لكن الحليم من ظلم فحلم فإذا قدر غفر.
و قالت الفلاسفة: الحلم فضيلة النفس يكسبها الطمأنينة لا يحرّكها الغضب بسهولة و سرعة. سأل عليّ رضي اللّه عنه فقال: الحلم و الأناة. توأمان ينتجهما علو الهمة.
و قيل لعمر بن الاهتم: من أشجع الناس؟قال: من رد جهله حلمه. و قال سفيان:
ما تقلد امرؤ قلادة أحسن من حلم فهو محمود عاجله و آجله و رأى حكيم من ملك ترفأ، فقال: ليس التاج الذي يفتخر به علماء الملوك فضة و لا ذهبا لكنه الوقار المكلّل بجواهر الحلم. و أحمق الملوك بالبسطة عند ظهور السقطة من اتّسعت قدرته.
قال شاعر:
لن يدرك المجد أقوام ذوو كرم # حتّى يذلّوا و إن عزوا لأقوام
و يشتموا فترى الألوان مسفرة # لا خوف ذلّ و لكن فضل أحلام [1]
الآخذ نفسه بالحلم من الملوك
دفع أزدشير بن بابك ثلاثة كتب إلى رجل يقوم على رأسه و قال له: إذا رأيتني قد غضبت فادفع إليّ الأول، فإن لم أندم فالثاني ثم الثالث و كان في الأول أمسك فلست بإله، و إنما أنت جسد يوشك أن يأكل بعضه بعضا. و في الثاني ارحم عباد اللّه يرحمك اللّه. و في الثالث احمل عباد اللّه على حقه.
الحثّ على تكلّف الحلم و استعماله
قيل: إذا لم تحلم فتحالم فقلّ من تشبّه بقوم إلاّ كان منهم. قال:
تحلّم عن الأدنين و استبق ودّهم # فلن تستطيع الحلم حتى تحلما