نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 272
المتفادي من أن يظلم أو يظلم
كان من دعاء النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا خرج من بيته: بسم اللّه و باللّه أنّي أعوذ بك من أن أزل أو أضلّ أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل عليّ، و قال بعضهم: لنا عز يمنع من أن نظلم و حلم يمنع من أن نظلم.
الموصوف بالظّلم
قيل: فلان أظلم من حية لأنها لا تحفر الجحر بل تسلب غيرها جحره فتدخله.
و يقال أظلم من ذئب، قال:
و أنت كذئب السوء إذ قال مرّة # لعمروسة و الذئب غرثان خاتل [1]
أ أنت الذي من غير شيء سببتني # فقال متى ذا؟قال ذا عام أوّل
فقال ولدت العام بل رمت غدرة # فدونك كلني ما هنالك مأكل
و قيل: أعدى من الدهر و من التمساح و من الجلندي و هو فيما قيل اسم الملك الذي قال اللّه تعالى فيه: وَ كََانَ وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً[2] .
و قال: أعرابي لئن هملجت إلى الباطل أنك عن الحق لقطوف. و قيل: الفتنة عرس الظالم.
المتبجّح بالظّلم
قيل لأعرابي: أيما أحب إليك أن تلقى اللّه ظالما أو مظلوما؟فقال: ظالما قيل:
ويحك و لمه؟قال: ما عذري إذا قال لي: خلقتك قويا ثم جئت تستعدى، و قيل لأعرابي:
ولد له ابن جعله اللّه برا تقيا فقال بل جعله جبارا عصيا يخافه أعداؤه و يؤمله أولياؤه.
الممدوح بكونه مظلوما لمن هو دونه
وقع الرشيد في قصة رجل: الشريف من يظلم من فوقه و يظلمه من دونه فانظر أي الرجلين أنت. قال محمود الورّاق:
و قال ابن الزهير: تحمّل بعض الظلم أبقى للأهل و المال. قال الشاعر:
[1] العمروس: الجديّ و الجمع عمارس-غرثان: جوعان، غرث غرثا: جاع، و الجمع غرثى و غراثى و غراث و هي غرثى-خاتل: خادع، ختله ختلا و ختلانا، و خاتله مخاتلة يقال: خاتل الصيّاد أي مشى قليلا لئلا يحسّ الصّيد به، فهو خاتل و ختول و تخاتلوا: تخادعوا.