نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 269
بئس الزاد إلى المعاد ظلم العباد. و قيل: الظلم مرتعه [1] و خيم و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: الظلم ظلمات يوم القيامة. و يقال: ليس شيء أقرب من تعيير نعمة و تعجيل نقمة من الإقامة على الظلم، و قيل: في قول اللّه تعالى: وَ لاََ تَحْسَبَنَّ اَللََّهَ غََافِلاً عَمََّا يَعْمَلُ اَلظََّالِمُونَ[2] وعيد للظالم و تعزية للمظلوم.
و قيل: على الظالم أن يكون وجلا [3] و على المظلوم أن يكون جذلا [4] . كتب عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه إلى عامل له: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فاذكر قدرة اللّه عليك. و دخل رجل على سليمان بن عبد الملك فقال: اذكر يا أمير المؤمنين يوم الأذان. فقال: و ما يوم الأذان؟قال: اليوم الذي قال اللّه تعالى فيه: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اَللََّهِ عَلَى اَلظََّالِمِينَ[5] فبكى سليمان و أزال ظلامته. و كان حفص بن عتاب [6] لقيه الرشيد فأقبل عليه يسائله فقال في أثناء ذلك:
نامت عيونك و المظلوم منتبه # يدعو عليك و عين اللّه لم تنم [7]
و قال عبد اللّه بن أبي لبابة: من طلب عزا بباطل أورثه اللّه ذلا بإنصاف و حقّ.
التحذير من دعوة المظلوم
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: اتقوا دعوة المظلوم فإنها مجابة. و قال بعضهم: دعوتان أرجو إحداهما و أخاف الأخرى دعوة مظلوم أعنته و ضعيف ظلمته. و قيل: احذروا دعوة المظلوم فإنها لينة الحجاب. و قال صلّى اللّه عليه و سلم اللهم إني أعوذ بك من أن أظلم أو أظلم.
سرعة معاقبة الظّالم
قال اللّه تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ[8] و روي عن أمير المؤمنين عليّ رضي اللّه عنه أنه قال: ما أحسنت إلى أحد قط و لا أسأت إليه. فرفع الناس رءوسهم تعجبا فقرأ:
سمع ابن عباس رضي اللّه عنهما كعب الأحبار يقول: من ظلم خرب بيته. فقال تصديقه في القرآن فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا، و قيل: الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمة و تعجيل نقمة و قال صالح المريّ: دخلت إلى دار المادراي فاستفتحت ثلاث آيات من كتاب اللّه تعالى استخرجتها حين تذكرت الحال فيها قوله تعالى: فَتِلْكَ مَسََاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاََّ قَلِيلاً[10] و قوله تعالى: وَ لَقَدْ تَرَكْنََاهََا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ[11] و قوله تعالى: