responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 260

من حجب فشتم و هجا بالبخل‌

قال مالك بن طوق‌ [1] : دخل عليّ يوما مجنون و نحن نأكل، فأكل معنا ثم جاء يوما آخر فحجب فرآني يوما مع أماثل البصرة فقال:

عليك إذنا فإنا قد تغدّينا # لسنا نعود و إن عدنا تعدّينا

يا أكلة سلفت أبقت حرارتها # داء بقلبك ما صمنا و صلّينا [2]

فما أتى عليّ يوم أشد منه حزنا. و قال آخر:

كلما جئناك قالوا # نائم غير مفيق

لا أنام اللّه عينيك و إن كنت صديقي‌

و قال بعض البغداديين:

حجابك الصعب سهل # إذا دهتك مصيبه

فلا عدمت رزايا # مطيعة مستجيبه‌

من يتّخذ حاجبا مع سوء حاله‌

قال بعض الشعراء:

يا أميرا على جريب من الأر # ض له تسعة من الحجّاب‌ [3]

قاعد في الخراب يحجب عنه # ما رأينا بحاجب في خراب‌

تخويف من يشدّد الحجاب‌

مرّ زاهد ببعض القصور، و رأى حجّابا على بابه فسأل عنه، فقيل هو لسالم بن فلان، رجل كثير المال عريض الجاه و قد مرض فاحتجب عن الناس، فقال:

و ما سالم من وافد الموت سالما # و إن كثرت حجّابه و كتائبه

و من كان ذا باب منيع و حاجب # فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه‌ [4]

هجاء بوّاب:

سأهجر بابا أنت تملك أمره # و لو كنت أعمى عن جميع المسالك

فلو كنت بوّاب الجنان تركتها # و يمّمت عنها مسرعا نحو مالك‌


[1] مالك بن طوق: التغلبي (ت 873 م) من ولاة العباسيين بنى مدينة الرحبة على الفرات في عهد المأمون.

[2] سلفت: مضت.

[3] الجريب من الأرض: مبزر جريب و المبذر صاع، و الجريب أيضا مكيلة أو مكيال قدره أربعة أقفزة، و عن ابن دريد أن الجريب لفظة ليست عربيّة.

[4] يقول: يهجر الباب إذا كثر حجّابه.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست