نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 256
المقرّ عند الحاكم بجهله
قال محمد بن رباح القاضي: تقدم إليّ قثم مع ابن أخيه، فادعى عليه خمسة آلاف دينار. فقال قثم: نعم له علي ذلك لكن من أي طريق؟فقلت: قد أقررت له بالمال فإن شاء فسّر الوجه، و إن شاء لم يفسر. فقال ابن أخيه: أشهد أنه بريء منها إن لم أثبتها فقلت: و أما أنت فقد أبرأته إن لم يثبت ذلك فما رأيت أضعف منهما في الحكم.
و جرى في كلام رجل عند حاكم ما فيه إقرار، فقضى عليه، فقال أ تقضي عليّ بغير شاهد؟فقال: قد شهد عليك من تقبل شهادته عليك، من أبوه أخو عمك.
و قدم رجل غريما له إلى قاض فقال: لي على هذا ألف درهم، فقال المدعي عليه:
صدق و لكن سله أن ينظرني أياما فلي عقار و مال غائب إلى أن أبيع العقار و أسترد المال الغائب فادفعه إليه، فقال المدّعي: كذب ماله قليل و لا كثير و إنما يريد أن ينفلت منّي. فقال الخصم: اشهد أيها القاضي قد أقرّ بعسرتي [1] فقال القاضي: صدقت و خلّى سبيله [2] .
ذمّ موالاة باب القضاة
قيل: إذا رأيت الرجل على باب القاضي من غير حاجة فاتهمه، و كتب بعضهم إلى عامل له: ابعث إليّ بمائة رجل كلهم يستحقون القتل لأجرب عليهم سيوفا ابتعتها فإن لم تجدهم في حبسك فتمّم من أصحاب القاضي فإنهم يستحقون القتل.
و استعان رجل بالمأمون أيام الرشيد في أن يقبل شهادته فوقّع في قصته من رام الشهادة بمعونة السلاطين فليقمها على قضاة الشياطين. و قال يحيى بن أكثم [3] للمأمون: يا أمير المؤمنين إن فلانا يلتمس أن أقبل شهادته، فقال: يا يحيى قد أسقط على لسانه عدالته.
(4) و مما جاء في الحجاب و الحجّاب و الغلمان
الحثّ على تسهيل الإذن
قال ميمون بن مهران: كنت عند عمر بن عبد العزيز فقال لآذنه: من بالباب؟قال:
رجل أناخ الآن. زعم أنه ابن بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأذن له، فلما دخل قال: حدّثني فقال: حدثني أبي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: من ولي شيئا من أمور المسلمين ثم