responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 253

فنوّاحة، و ليس لي كسب. فقال للمرأة: التزمي نفقته يا فاعلة. فقالت: و هل في الحكم هذا؟قال: نعم لو كنت مكانه لنكتك و أخذت جذرك، فقال الرجل فديتك يا جوهر القضاة فافعل الساعة.

و كان بلال بن أبي بردة أول من جار في الحكم و كان يتقاضى إليه الرجلان فيقضي لأحدهما بلا بينة و يقول: وجدته أخفّ على قلبي من صاحبه.

من ردّ القاضي شهادته فعارضه بما عدل به‌

شهد معلم عند سوّار [1] فقال: لا أجيز شهادتك. قال: و لم؟قال: لأنك تأخذ على كتاب اللّه تعالى الأجرة، فقال: و أنت تأخذها على القضاء، فقال: أنا أكرهت، فقال: هب أنك مكره على القضاء هل أكرهت على أخذ الأجرة، فأجاز شهادته. و شهد آخر عند سوار بسبة. فقال: من أين علمت؟قال من حيث علمت أنك سوار بن عبد اللّه. و شهد قوم عند شبرمة بقراح فيه نخل فسألهم كم فيه من جذع؟قالوا: لا ندري، فأراد أن يرد شهادتهم فقال أحدهم: أيها القاضي كم من أسطوانة في هذا المسجد؟فقال: لا أدري. فقال: كيف و أنت تحكم فيه منذ كذا سنة، فاجاز شهادتهم.

من ردّ القاضي شهادته بلطف‌

قال المهدي لشريك و عنده عيسى بن موسى: إن شهد عندك هذا هل تقبل شهادته؟ و أراد أن يوقع بينهما. فقال شريك من شهد عندي سألت عنه فإن زكّي أجزت شهادته و عيسى لا أسأل عنه غير أمير المؤمنين فإن زكاه قبلته و هذا عكس على السائل.

كما حكى عن أبي حنيفة رحمه اللّه قال: كنا نأتي حمادا فلا ننصرف عنه إلا بفائدة.

فقال يوما: إذا وردت على أحدكم مسألة معضلة [2] فليجعل جوابها منها فما رأيت قوله شيئا. حتى دخلت يوما دار المنصور، فخرج الربيع و سألني ممتحنا أفتني في رجل أمرني أمير المؤمنين بقتله، أ عليّ في طاعته حرج، فذكرت قول حماد فقلت: أ ليس يأمرك أمير المؤمنين بحق رآه قال: نعم. فقلت: افعل فكل حق يأمرك به لا حرج عليك فيه.

و شهد الفرزدق عند قاض فقال: قد أجزنا شهادة أبي فراس فزد في شهودك فلما انصرف الفرزدق قيل له: قد رد شهادتك فقال: و ما يمنعه من ذلك و قد قذفت ألف محصّنة [3] . و أتى وكيع أياس بن معاوية ليشهد عنده فقام إليه و قال: ما جاء بك يا أبا المطرف؟قال: أقيم شهادة لجار لي فقال: حاشاك أن تشهد كما يشهد الموالي و التجار و السقاط. قال صدقت فانصرف عنه.


[1] السوّار: من تسور الخمر في رأسه سريعا، أو الذي يواثب نديمه إذا شرب.

[2] المسألة المعضلة: العويصة أو المستعصية التي يصعب حلّها.

[3] المحصنة: المرأة العفيفة التي أحصنها زواجها.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست