نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 252
فيتزوجها ثم يسيء إليها. ففطن الرجل بحال القاضي فعمد إلى نقابها فاسفره فرأى القاضي وجها و خشا [1] فحكم عليها. و قال: قومي لعنك اللّه كلام مظلوم و وجه ظالم، فقال زوجها:
قومي إلى رحلك أم حاتم # قد كدت تسبين فؤاد الحاكم
بنطق مظلوم و وجه ظالم
طرف من سخافة القضاة
اختصم رجلان إلى قاض، كلّ واحد منهما يقول: امرأتي أحسن فتقامرا و أحضرهما لديه. فقال القاضي لاحدهما: لأن أنيك امرأتك في استها أحبّ إليّ من أن أنيك امرأته في فرجها.
و تقدّم رجل مع خصمه إلى قاض، و قال: هذا جاء عام الأول فخرق ثيابي و ضربني، و جاء العام و فعل ذلك أيضا. فقال القاضي: هذه سنّة قد جرت له كل سنة. و جاءت امرأة مع زوجها إلى قاض و قالت: أنه لا يضاجعني، فقال الرجل: أنا عنين، فقالت المرأة: إنّه يكذب، فقال القاضي أخرج أيرك لأمرسه فتناول القاضي غرموله و أخذ يمرسه و لا يتحرك و كان القاضي أعور دميما فقالت المرأة: أيها القاضي لو رأى ملك الموت وجهك لمات من قبحه، ادفعه إلى غلامك ليمرسه و كان غلامه صبيحا فقال القاضي: يا غلام تعال و اغمز أيره، فجاء الغلام و أخذه فما طفق أن امتدّ و اشتدّ، فقالت: أعط القوس باريها [2] ، فقال القاضي: يا كشحان دونك و امرأتك و لا تطمع في نيك غلمان القضاة.
و جاءت امرأة إلى قاض و قالت: إن زوجي إذا قدمت إليه المائدة قلب الخوان و أكل على ظهرها. فقال القاضي: دعيه يأكل كيفما أراد. فقالت: إنما عنيت أنه لا يأخذ في الطريق المستوي. فقال: دعيه يمشي كيف شاء، فالأرض كلها للّه. فقالت: إنما عنيت أنه ينيكني في استي يا أحمق، فقال: طيب و اللّه فقالت: قطع اللّه ظهرك من بين القضاة.
و كان بحمص قاض يحكم اليوم في شيء بحكم، و في غد يحكم في مثله بخلافه، فقيل له في ذلك فقال: القضاء بخوت [3] و أرزاق، من رزق شيئا أخذه.
و أراد أعمى أن يتزوج بامرأة، فأحضرها مجلس القاضي فقال: كم مهرها؟قال:
أربعمائة، فقال للمرأة: كشفي عن وجهك، فكشفت فقال إنها تساوي أكثر من ذلك، فإنها صبيحة، فقال الأعمى: إن كان للقاضي زيادة فبارك اللّه له فيها فإنه أولى بها، و جاءت امرأة القاضي مع زوجها تطلب نفقتها منه، فقال الزوج: أيها القاضي هذه مغنية و متى كانت نيّاحة