responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 241

ينتفان سباله إلى أن يؤدي الخراج فقال الرجل: أؤديه اليوم، قال: و خراج أهل بيتك قال: افعل قال: و خراج شركائك، فنظر إلى العونين و قال: انتفا على بركة اللّه فإنّ الرجل أحمق، و لما طلب يوسف بن عمر خالدا القسري قال قد علمت أن الذي تطلبه ليس بحاضر و إنه لمتبدد عند الناس، فاجمع الناس لي و ائذن لي في الخروج إليهم لا كلّمهم و اسأل من عنده شي‌ء ليرده.

فأمر بأن يخرج إلى الناس فخطب خطبة و قال: أيها الناس قد علمتم ولايتي و سيرتي و إنما كنت عاملا لهشام و ما له عندي تبعة و ها هو قد سلط على يوسف بن عمر و طالبني بمال فليبلغ الشاهد منكم الغائب أن من عنده وديعة فهو منها في حل، و كل مملوك لي فهو حر و من أسديت إليه صنيعا فأنا نادم على تقصيري حيث لم أضعه له و قال شاعر:

و قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا # هلمّ فإن المشرفيّ لقاضب‌ [1]

المتغيّر على السّلطان لفظا

بعث يزيد عبد اللّه الأشعري إلى ابن الزبير [2] فقال له: إن أول أمرك كان حسنا فلا تفسده بآخره. فقال عبد اللّه رضي اللّه عنه ليس ليزيد في عنقي بيعة فقال: و لو كان له في عنقك بيعة كنت تفي بها. قال: أي و اللّه فالتفت إلى الناس فقال: معشر الناس قد بايعتم ليزيد و هو يأمركم بالرجوع عن بيعته، و هو لا يرتضي الرجوع عنها. فقالوا لابن الزبير:

كيف رأيت هذا الخلع الخفي. و قال معاوية لامرأة من الخوارج: أخرجي المال من تحت استك‌ [3] فقالت لمن حضر: أسألكم باللّه أ هذا من كلام الخلفاء.

المتهدد بالخروج عن الطاعة و المتبجّح بذلك‌

قال عبد الملك: عجبا لخالد بن عبد اللّه وليته البصرة و أمرته أن يجرد السيف و يمنع المال فبذل المال و أغمد السيف. فقال عبد الرحمن بن حسان: لو جرّد السيف لوجد سيوفا مجردة و لو منع المال لوجد أيديا منازعة. قال الفرزدق:

و لا نلين لسلطان يكايدنا # حتى يلين لضرس الماضغ الحجر [4]

قال الأوسي:

و ما زلنا حجا حجة ملوكا # تدين لنا الملوك و لا ندين‌

قال المتنبي:

تعزّز لا مستعظما غير نفسه # و لا قابلا إلا لخالقه حكما


[1] قاضب: شديد القطع، قضب الرجل: ضربه بالقضيب-قضب النّاقة: ركبها قبل أن تراض.

[2] ابن الزبير: عبد اللّه بن الزبير حارب مع عائشة في معركة الجمل و ثار على الأمويّين.

[3] استك: الاست الأساس، السافلة.

[4] يكايدنا: يمكر بنا، يخدعنا-يقول ما مؤداه: إننا نأبى الخضوع للسلطان.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست