نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 238
حسنة و لا يد، و يقتل الآخر بلا سيئة و لا ذنب. و لست أدري أيّ الرجلين أنا و لست أرجو منه مقدار ما أخاطر به و هو الذي قال لامرأته:
أسرّك أنّي نلت ما نال جعفر # من الملك أو ما نال يحيى بن خالد
قالت: بلى. فقال:
و إن أمير المؤمنين أغصّني # مغصّهما بالمرهفات البوارد [1]
قالت: لا. فقال:
ذريني تجئني منيتي مطمئنة # و لم أتجشّم حول تلك الموارد
فإن جسيمات الأمور مشوبة # بمستودعات في بطون الأساود
قال أبو القاسم الدمشقي:
إن الملوك بلاء حيثما حلّوا # فلا يكن لك في أكنافهم ظلّ [2]
إن جئت تنصحهم ظنّوك تخدعهم # و استثقلوك كما يستثقل الكلّ
فاستغن باللّه عن أبوابهم أبدا # إن الوقوف على أبوابهم ذلّ
و قيل: احذر السلطان فإنه يغضب غضب الصبي و يأخذ أخذ الأسد، و قيل: إياكم و السلطان فإنه فم الأسد و حمة [3] الأسود. و اتصل رجل بالمنذر بن ماء السماء [4] و نادمه فنهاه صديق له عن ذلك و خوّفه منه فلم يلتفت إلى قوله و لم يسمع قوله فغضب المنذر عليه يوما فقلته. فقال فيه ذلك الصديق:
إنّي نهيت ابن عمار و قلت له # لا تأمنن أحمر العينين و الشّعر
إن الملوك متى تنزل بساحتهم # تطر بثوبك نيران من الشّرر
التحذير من الدخول في أمر السلطان
قيل: العاقل من طلب السلامة من عمل السلطان فإنه أن عف جنى عليه العفاف عداوة الخاصة، و إن بسط يده جنى عليه البسط ألسنة العامة. إن قال محمد بن السماك لصديق استشاره و قد دعي إلى الدخول في عمل السلطان: يا أخي إن استطعت أن لا تكون لغير اللّه عبدا ما وجدت من العبودية بدا فافعل. و قال عيسى بن موسى لعبد الرحمن بن زياد: ما يمنعك من زيارتي؟قال: إن أتيتك فأكرمتني فتنتني و إن جفوتني حزنتني، و ليس عندك ما أرجوه و لا عندي ما أخافك عليه. و قيل: إذا لم تكن من قربى الأمير فكن من أعدائه.