فإذا عدّت الصنائع يوما # كنت فيها صنيعة البظراء [2]
و كان بالريّ [3] مجنون فقال يوما لفولاذ بن مناذر لما هرب من شيراز [4] : يا متخلّف كان يجب أن تداوي كسّ الدولة و بظر الملّة، و تدخل إليها فتشيل رجليها حتى كان يستوى أمرك. قال شاعر:
إن الأمور إذا أضحت يدبّرها # أمّ و طفل و سكران و مجنون
كمنذرات الورى أن لا فلاح لمن # يرجو النجاح و إن الملك مغبون [5]
مدح الوزارة و ذمّها
قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: ما من أحد أعظم أجرا من وزير صالح يكون مع إمام فيأمره بذات اللّه. و قال صلى اللّه عليه و سلم ما من أحد من المسلمين ولي أمرا فأراد اللّه به خيرا إلاّ جعل معه وزيرا صالحا إن نسي ذكّره و إن ذكر أعانه.
و قيل: ثبات المملكة بقدر هيبة وزرائها، و قيل: لا يطمع الملك الضعيف الوزير، في ثبات ملكه. و قال بعض الملوك لحكيم: أيّ الأعوان أحق بقرب الوسيلة؟ فقال: الوزير الصالح الناصح اللبيب الذي ارتفاعه بارتفاع ملكه و هلاكه بهلاكه.
[1] يقول: إن الإدارة التي يقوم بها النساء و الصبيان مذمومة فاشلة.
[2] الصنائع: جمع صنيعة و هي الإحسان-البظراء: بقية البظر و هو ما بين الإسكتين من المرأة.
[3] الريّ: مدينة مشهورة على مسافة من نيسابور (معجم البلدان لياقوت 3/132) .