نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 224
و قال البحتري:
ففرحة النّاس بإدباره # كغيظهم كان بإقباله
و قال القاسم بن طوق:
رزقت سلامة فبطرت فيها # و كنت تخالها أبدا تدوم
و قد ولّت بدولتك الليالي # و أنت ملعن فيها ذميم
فبعدا لا انقضاء له و سحقا # فغير مصابك الخطب الجسيم
و لما قبض المعتصم على الفضل بن مروان قعد للعامة فوجد قصة فيها:
يا فضل لا تجزعنّ ممّا بليت به # من خاصم الدهر جاثاه على الرّكب
خنت الإمام و هذا الخلق قاطبة # و جرت حتّى أتى المقدار في الكتب
جمعت شتّى و قد أديتها جملا # لانت أخسر من حمّالة الحطب [1]
و دخل أبو العيناء على أحمد بن أبي دؤاد، فقال: ما جئتك مسليا و لا معزيا. و لكن أحمد اللّه فيك إذ حبسك في جلدك، و أبقى لك عينا تنظر بها إلى زوال النعمة عنك.
و قال محمود الوراق:
خنازير ناموا عن المكرمات # فانبههم قدر لم ينم
فيا قبحهم عند ما خوّلوا # و يا حسنهم في زوال النّعم
من تحامل الناس عليه لنكبته و عزله
لما عزل المنصور بن عمران عن القضاء، جعل الناس يسبّونه. و كان فيهم رجل يلجّ في أذاه فقال له: يا هذا أسأت إليك قطّ؟قال: لا. قال: فما حملك على هذا الذي تأتيه؟ قال: سمعت الناس يشتمونك فساعدتهم، فأنشد المنصور:
غير ما طالبين وترا و لكن # مال دهر على أناس فمالوا [2]
و لما نكب على بن عيسى، جفي جفاء عظيما و هجره الناس قاطبة، ثم لما رشّح للولاية تزاحم الناس عليه، فأنشأ يقول:
ما النّاس إلا مع الدنيا و صاحبها # فحيثما انقلبت يوما به انقلبوا
صعوبة العزل
قيل: العزل طلاق الرجال. و سئل بعض الحكماء: ما أشد ما يمرّ على الإنسان؟
[1] حمّالة الحطب: هي امرأة أبي لهب في سورة تبّت: وَ اِمْرَأَتُهُ حَمََّالَةَ اَلْحَطَبِ