نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 200
الناس كباركم فتهونوا. و ردّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم إخوة فتكلّم أصغرهم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: كبّروا كبروا. و في ضده قيل السؤدد مع السواد، و قيل من لم يسد قبل الأربعين لم يسد بعدها.
وصف صغار سادوا باستحقاق
لما ولّى المأمون يحيى بن أكثم [1] قضاء البصرة، و كان من أبناء نيف و عشرين سنة، أراد بعض أهل البصرة أن يعيّره بذلك و يضع منه، فقال: كم سنّ القاضي؟فقال: سنّ عتاب بن أسيد حين ولاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكّة فجعل جوابه احتجاجا.
و قد أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سعد بن أبي وقاص [2] و سنّه دون العشرين، و ولّى الحجّاج محمد بن أبي القاسم، قتل الأكراد بفارس، فأبادهم ثم ولاه السند و الهند فأحمد أثره، و سنه سبعة عشر سنة، فقال فيه الشاعر:
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة # يا قرب ذلك سوددا من مولد
إنّ النجوم التي تضيء لنا # أصغرها في العيون أعلاها
من طاعته واجبة و رئاسته مستحقّة
قال اللّه تعالى: أَطِيعُوا اَللََّهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ[4] ، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
اسمعوا و أطيعوا، و لو ولي عليكم عبد حبشي مجدع.
و قال عليّ بن الجهم:
أغير كتاب اللّه تبغون شاهدا # لكم يا بني العبّاس بالمجد و الفخر
كفاكم بأن اللّه فوّض أمره # إليكم و أوصى أن أطيعوا أولي الأمر
و قال البحتري:
مفروضة في رقاب النّاس طاعته # عاصيه من ربقة الإسلام منخلع [5]
و قال أبو العتاهية:
أتته الخلافة منقادة # إليه تجرّر أذيالها
[1] يحيى بن أكثم: [ (161 هـ-777 م) - (243 هـ-857) ]، قاضي قضاة بغداد أيام المأمون و كان ولي قضاء البصرة و هو في العشرين من عمره، و له كتب في الفقه و الأدب.
[2] سعد بن أبي وقاص: هو أحد رجال الصحابة الذين بشّرهم النبيّ بالجنة. و كان من قادة المسلمين و أسهم في معارك حاسمة مثل معركة القادسية و جلولاء. أسس سعد مدينة الكوفة نحو السنة 50 هـ (670 م) .
[3] السري الرفاء: أحد الشعراء في عهد سيف الدولة الحمداني.