نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 183
و قال: من تكهن أو استقسم أو تطيّر طيرة ترد عن سفر، لم ينظر إلى الدرجات العلى يوم القيامة. و روي اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك، و لا رب غيرك، و قال صلى اللّه عليه و سلم لا عدوى و لا هامة و لا صفر.
الرخصة في الطّيرة
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: الطيرة في المنزل و المرأة و الفرس.
و قيل: أخبرت عائشة رضي اللّه عنها بذلك فغضبت و أنكرت ذلك و طارت شقة في السماء و شقة في الأرض، و قالت: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم إنما قال إن يكن شؤم ففي هذه الثلاثة.
جواز الفأل
كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يتفاءل [1] و يعجبه الفأل الحسن و لا يتطيّر. و لما هاجر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة و قاربها، سمع مناديا ينادي: يا سالم. فقال لأصحابه: سلمنا فلما دخلها سمع آخر ينادي: يا غانم. فقال: غنمنا. فلما نزل أتى برطب فقال صلى اللّه عليه و سلم حلالنا البلد، و سمع رجلا يقول: يا حسن. فقال: أخذنا فألك من فيك.
و لما خرج من مكّة مرّ بكلبة في ظل شجرة ساقطة أطباؤها [2] نائمة عليها أجراؤها [3]
فقال لاصحابه أعطيتم درّها، و وقيتم كلبها. و بعث المشركون إليه سهيلا فقال: أتاكم سهيل و سيسهل أمركم.
و وجه سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي اللّه عنهما رسولا فلما جاءه قال: ما اسمك؟قال: ظفر. قال: ابن من؟قال: ابن قريب. فقال: ظفر قريب إن شاء اللّه تعالى.
و لما طلب المغيرة بن شعبة رسول سعد بن أبي وقاص من ملك الفرس يزدجر الجزية، قال: نعطيكم التراب. فقال سعد: نعم الفأل مكننا من أرضه.
النهي عن التنجيم و اختيار الأيام
روى أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سأله رجل في أي يوم أحتجم.
فقال: لا تطيروا، فإن الأيام كلّها للّه إذا تبيغ [4] بأحدكم الدم فليحتجم.
و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: اللهمّ لا طير إلا طيرك. و لما عزم عليّ كرم اللّه وجهه، على المسير إلى النهر و إذ أتاه بسام المنجم فقال: لا تسر في هذه الساعة و سر في وقت كذا. قال:
و لم؟قال: لأنك إن سرت فيها أصابك ضرر شديد، و إن سرت في وقت كذا ظفرت.
فقال: ما كان محمد صلى اللّه عليه و سلم يعلم ما ادعيت. و قال: اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك.