نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 182
الياقوتة و بعثت بالتابوت من الذهب تقول: تكون لي خزائنك و السمسم تعلّمني أن عدة جنودك كثيرة ككثرته.
ثم إن ذا القرنين أخذ كفا من السمسم بحضرة الرسول فاستفه و مضغه، و قال: قل له جنودك كثيرة، و لكنّي أطحنهم طحنا كهذا السمسم، و بعث معه إليه بجراب من خردل فأخبر الرسول داريوس بما عاين من ذي القرنين، فأعجبه كيده و غضب فأخذ كفّا من الخردل فطرحه في فمه كفعله بالسمسم فلما وجد مرارته و حرافته [1] لفظه، و قال: أشهد أن جنوده في حرافة الخردل، ثم كانت الغلبة لذي القرنين.
و لما صالح ملك الهند اشترط عليهم أن يدفعوا إليه حكيما كان فيهم ففعلوا.
فاستصحبه و لم يفاتحه.
ثم بعث إليه يوما بستوقة [2] مملوءة سمنا، فأخذها الحكيم و غرز فيها إبرا وردها إليه.
فبعث إليه يوما آخر مرآة صديئة، فأخذها الحكيم فجلاها و ردّها إليه. فقيل لذي القرنين تعجبا من فعلهما: ما ذا عنيتما بذلك؟فقال: إني لما بعثت إليه البستوقة قلت: إني ممتلئ من العلم امتلاء هذه البستوقة من السمن فأراني بغرز الإبر أن الأمر بخلاف ذلك، و أن في زيادات كثيرة، و ذكرت له بالمرآة الصديئة، أن نفسي قد صدئت. فأجابني: بأن قال: ذاكر العلماء فالمذاكرة جلاء القلوب.
الإشارة بقول يسير إلى معنى كثير
كان المأمون رحمه اللّه غضب على طاهر [3] بعد ما وجّهه إلى خراسان، فكتب إليه بالرجوع. فكتب إليه صديق له كتاب سلام و وقع على حاشيته: يا موسى. فجعل طاهر يتأمل ذلك و لا يدري معناه، حتى ناوله امرأة صحبته جزلة الرأي، فقالت: إنما عنى يا موسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك. فأمسك طاهر عن الإقدام و جعل يتقيه حتى طيّب قلبه.
النهي عن التكهّن و الطيرة
روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: الطيرة شرك و ما منّا من يجده في نفسه، و لكن اللّه تعالى يذهبه بالتوكل.
و قال صلى اللّه عليه و سلم: ثلاثة لا ينجو منهن أحد: الظنّ و الطيرة و الحسد فإذا ظننت فلا تحقق و إذا حسدت فلا تبغ و إذا تطيرت فامض و لا تثن.