ألقي إلى أبي مسلم القاصّ خاتم بلا فصّ، فقال: صاحب هذا الخاتم يعطى في الجنة غرفة بلا سقف. و قال قاص: ما من قطرة تسقط من السماء إلا و معها ملك يضعها في موضعها. ثم يصعد، فقيل: فالقطرة التي تقع في الكنيف يدخل معها الملك؟فقال:
إن في الملائكة كناسين كما في الناس ذوي دناءة و خسة.
و قال أبو عقيل: الرعد ملك أصغر من نحلة و أعظم من زنبور، فقيل: لعلّك تريد أصغر من زنبور و أعظم من نحلة، فقال: لو كان كذا لم يكن بعجب.
و قرأ رجل في مجلس سيفويه قوله تعالى: وَ رََاوَدَتْهُ اَلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهََا عَنْ نَفْسِهِ[2]
فقال: دعنا من قرآن الحماشين، و هات قرآن طرسوس يعني الجهاد.
و قال قاص: يا قوم اشكروا إذا لم يكن للملائكة نجاسة فكانوا يحزنون علينا، يلطخون ثيابنا.
و قال يوما: احذروا اللّه فإنه ماء تحت التبن، فقيل له: كيف؟فقال: أهلك عالما في سبب ناقة قيمتها مائتا درهم، و قتل ابن النبي فلم ينتطح فيه عنزان. ربما يأخذ بالقليل و يعفو عن الكثير.
و قال آخر: من صلّى ركعتين، فله بيت في الجنّة، فقال نبطي، إن صلّيت خمسين ركعة هل يجعل لي بيت؟فقال: لا يا عاص إن ذلك لبني هاشم، فأما أنت فيبنى لك جدح بعكر.
و قال بعضهم: كان موسى عليه السلام فضوليا. قيل: و كيف قال؟قيل له: و ما تلك بيمينك يا موسى؟فكان الجواب أن يقول عصا. فقال: هي عصاي (الآية) . فأخذ فيما لا يعنيه.
أدعيتهم
دعا بعض القصّاص فقال اللهمّ جازفنا و لا تفتش عن ذنوبنا فتفضحنا. و كان بعضهم يقول: اللهم اغفر لنا كلّ نعمة و حسنة، و احشرنا في جملة سيدي أبو عبد اللّه بن حنبل و لا تغفر للرافضة.
من أفتى في مسألة برقاعة
ترك طبيب طبّه و قعد فقيها فقيل له: ما تقول في من زعف في صلاته؟فقال: يحتجم، قيل: فمن قلس في صلاته، فقال: يتناول حبّ أيارج، قيل: ذا طبّ و ليس بفقه.
[1] الهاذون: جمع الهاذي و هو الذي يتكلم بغير معقول.