و قال أبو بكر (رضي اللّه عنه) : سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده عمّهم اللّه بعقابه.
و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: من رأى منكرا فاستطاع أن يغيّره بيده، فليفعل. فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان. و قال خالد بن عبد اللّه في كلام له: حق على المسلمين التواضع و التناهي عن المعاصي.
و قال أبو أمية الشعباني: سألت أبا ثعلبة الخشني عنها، قال: سألت عنها جبيرا. قال سألت: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ائتمروا بالمعروف و تناهوا عن المنكر، و إذا رأيت شحّا مطاعا و هوى متبعا و إعجاب كلّ امرئ برأيه فعليك بنفسك و دع أمر العوام.
و قال أكثر المتكلمين: لا يجوز ترك الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر في كلّ موضع، لكن من علم أو ظنّ أنه ينفذ قوله و لا يناله مكروه إذا قاله، أو فعله، فعليه أن يفعل ذلك، و متى خاف على نفسه، فعليه أن ينكر المنكر بقلبه دون لسانه.
من هزأ بالناس من القصاص
كان عيّار يقصّ فأقبل جماعة من المرد، فقال: ها هو قد جاء العدوّ أمنوا، اللهم امنحنا أكتافهم و كبّهم على وجوههم و ولّنا أدبارهم و أرنا عورتهم، و سلّط رماحنا عليهم.
و الناس يؤمنون و لا يدرون. و كان قاص بالغداة يسخر بالناس و يشرب بالعشيّ فقيل له في ذلك، فقال: أنا بالغداة قاص و بالعشي ماصّ.
و كان قاصّ يقال له أبو شعيب يقول: ها أنا أبو شعيب قليل العيب، هاتوا ما في الجيب أخبركم بما في الغيب. و جاءه رجل فقال: ما المحبة؟فقال: هاك سؤالك جاءني في جبّه بلحية كالمذبة و رأس مثل الدبة و عقل لا يساوي حبة يسألني عن المحبّة.