نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 168
و قال ابن كناسة:
يا واعظ النّاس قد أصبحت متّهما # إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
كمن كسا النّاس من عري و عورته # للنّاس بادية ما إن يواريها [1]
الحثّ على الوعظ بالفعال دون المقال
قال بقراط: لا تحثّ غيرك على فعل الفضائل ما لم تستكمل فيك فأفعالك تحت على المحاسن أكثر من مقالك.
و قال أبو جعفر النيسابوريّ: ليس الحكيم الذي يلقّنك الحكمة تلقينا، إنّما الحكيم الذي يعمل العمل فتقتدى به.
و قال أبو هاشم: أخذ المرء نفسه بحسن الأدب تأديب أهله. و من هذا قول محمود الورّاق:
رأيت صلاح المرء يصلح أهله # و يعديهم داء الفساد إذا فسد
و قال عديّ:
و نفسك فاحفظها من الغيّ و الرّدى # متى تغوها تغو الذي بك يقتدي [2]
التلطّف و الملاينة في الوعظ
قيل: تصدّى رجل للرشيد، فقال: إني أريد أن أغلظ عليك لي في المقال، فهل أنت محتمل؟قال: لا، لأن اللّه تعالى أرسل من هو خير منك إلى من كان شرا منّي، فقال: فقولا له قولا لينا لعلّه يتذكر أو يخشى.
و قيل: الواجب لمن يعظ أن لا يعنّف و لمن يوعظ أن لا يأنف.
الحثّ على الاتعاظ
قيل: من قلّ اعتباره قلّ استظهار من لم يتعظ بغيره وعظ اللّه به غيره. و قال حكيم:
السعيد من وعظ بغيره و الشقيّ من وعظ به غيره. و قيل: يا لها من موعظة لو وافقت في القلوب حياة.
النّهي عن وعظ من لا يتّعظ
و قيل: وعظ من لا يعيرك سمعه، و لا يشحذ وعظك طبعه كمن وضع مائدة لأهل القبور، و رام بخرقة تليين الصخور.