نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 167
و لا يوم أشرت عليّ بمبارزة عليّ و أنت تعلم من هو؟فقال: كيف؟و قد دعاك رجل عظيم الخطر كنت من مبارزته إلى إحدى الحسنيين إن قتلته فزت بالملك و ازددت شرفا إلى شرف، و إن قتلك تعجّلت من اللّه تعالى ملاقاة الشهداء و الصديقين، فقال: و هذا أشد من الأول فقال: أو كنت من جهادك في شكّ. فقال: دعني من هذا.
قال النابغة:
يخبّركم أنّه ناصح # و في نصحه ذنب العقرب
و قال الموسوي:
يروم نصحي أقوام رأوا كيدي # و العجز أن تجعل الموتور منتصحا
هذا من قول حارثة بن بدر:
أهان و أقصى ثمّ تستنصحونني # و أيّ امرئ يعطي نصيحته قسرا [1]
و قال لمن يردّ نصيحته:
أعاذل إن نصحك لي عناء # فحسبك قد سمعت و قد عصيت
(16) و ممّا جاء في الوعظ و المتعظين و الآمرين بالمعروف و القصاص و المفتين
نهي من لا يتّعظ عن الوعظ
قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام: عظني و أوجز، فقال: توقّ ما تعيب. و قال أيضا: لا تأت ما تعيب و لا تعب ما تأتي.
و جاء رجل إلى ابن عبّاس رضي اللّه عنه، فقال: إنّي أريد أن أعظ، فقال: أو بلغت ذلك إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب اللّه تعالى فافعل. قال: ما هي؟قال:
قول اللّه تعالى: أَ تَأْمُرُونَ اَلنََّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ[2] و قوله تعالى: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مََا لاََ تَفْعَلُونَ `كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللََّهِ أَنْ تَقُولُوا مََا لاََ تَفْعَلُونَ[3] و قول العبد الصالح شعيب وَ مََا أُرِيدُ أَنْ أُخََالِفَكُمْ إِلىََ مََا أَنْهََاكُمْ عَنْهُ[4] . أحكمت هذه الآيات. قال:
لا، قال: فابدأ إذا بنفسك.
[1] أقصى: أبعد-تستنصحونني: تطلبون نصحي-قسرا: دون إرادته، رغما عنه.