و قيل لرجل: أترك الكذب، فقال: و اللّه لو تغرغرت [3] به و تطعمت حلاوته لما صبرت عنه.
و قال يحيى بن خالد: قد رأينا شارب خمر أقلع [4] ، و لصّا نزع [5] ، و لم نر كذّابا رجع. و قيل: كل ذنب يرجى تركه إما بتوبة أو إنابة [6] ما، خلا الكذب، فإنّ صاحبه يزداد به ولوعا على الكبر.
مضرّة الكذب
قيل: دع الكذب فإنّه يضرّك حيث ترى أنه ينفعك، و عليك بالصّدق فإنه ينفعك حيث ترى أنه يضرّك.
و قيل: الحق أبلج و الباطل لجلج، إذا كذب السفير بطل التدبير، إذا كذب الرائد هلك الوارد. الصّدق عزّ و الباطل ذلّ.
من آثر الصدق في مواضع طلبا لجواز كذبه
قال خالد بن صفوان: أصدق في صغار ما يضرّك ليجوز لك الكذب في كبار ما ينفعك. و قيل: من عرف بالصّدق جاز كذبه، و من عرف بالكذب لم يجز صدقه.
حثّ الكاذب على التحفّظ
قيل: إذا كنت كذوبا، فكن ذكورا. و ذكر عثمان البستي عكرمة، فقيل له: ما كان