و لأبي حفص الورّاق كتبه على سكّين:
سكيننا من يره سيعجبه # وقاه ربّي شرّ من يستوهبه
و كيد من يسرقه و يغصبه # ما أظلم اللّيل و لاح كوكبه
و قال ابن نباتة:
مرهفة تعجز وصف البيان # للسيف معنى و لها معنيان
تخلفه في حدّه تارة # و تارة تخلف حدّ السّنان
ما أبصر النّاظر من قبلها # ماء و نارا جمعا في مكان
مقطّ و محراك
و قال الشاعر:
معه مقطّ قد تحلّى سنّها # شبه الصدود بدا بخلف غرام
يحكي سويداء القلوب إذا رمت # فيها لواحظ شادن بسهام
و انضاف محراك إليه كأنّما # أخذوه قد الصارم الصمصام
و قال أبو الحسن المشطّب الهمداني:
إنّني منفذ إليك مقطّا # سهرديزا كأير عير مريّ
سابغا طوله شديدا قواه # فاتخذه كنانة لقسيّ
استهداء المداد و إهداؤه
كتب بعضهم إلى صديق يستمدّ منه مدادا:
أنا أشكو إليك من دواتي # هي عوني و عدّتي و عتادي
عطلت من مدادها فاستعاضت # يقق اللون من حلوك السّواد [1]
لم تزل من بنات حام فجاءت # من بني يافث بغير ولاد
أنت للحادثات عدّة صدق [2] # فترى أن تمدّها بمداد
و قال عبدان:
هل لك في أن تحوز محمدة # أنفس من فضّة و من ذهب
زوّد فتاة أتتك رائقة # بدرّة الفحم لابنة القصب
الحبر
قال بعض الأدباء: بالحبر تنصاغ حكم الأخبار، و بسواده تتضح شبه الآثار.
[1] عطلت من مدادها: جف حبرها-اليقق: اللون الأبيض.
[2] العدّة: الأداة.