كان الرسم أن يؤرخ بكل وقت تحدث فيه حادثة ظاهرة مشهورة. فالروم كانت تؤرخ بملك ذي القرنين و هو الإسكندر. و الفرس كانت تؤرخ بأعدل ملك كان يتفق له، إلى أن باد ملكهم يزدجرد فهم يؤرخون منه. و العرب بمشاهير الحوادث كنزول إسماعيل مكّة، و عام الفيل، و هجرة النبي صلى اللّه عليه و سلم. و عليها استقر الحكم إلى الآن. و أول من أرّخ بذلك في الإسلام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
العنوان
الرسم أن يكتب اسم الكاتب ضئيلا و المكتوب إليه فحلا جسيما. و رأى طاهر بن الحسين رقعة لابنه، إلى المأمون و عليه عبده عبد اللّه، فقال: يا بنيّ ابدل هذه اللفظة شيئا آخر فإني سميتك عبد اللّه فلا تشرك معه في ملكه غيره.
و وقّع المهدي في كتاب رجل كتب عليه عبده لا أعلمنّ أحدا ينسب نفسه إلى مخلوق مثله على عنوان، فإنه ملق كاذب لا يقبله إلا مفتون أو مأفون.
الختم
قيل في قوله تعالى: فِي كِتََابٍ مَكْنُونٍ[5] ، أي مختوم. و في قوله تعالى: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتََابٌ كَرِيمٌ[6] ، أي مختوم.
و قال ابن عباس (رضي اللّه عنهما) : الكتاب بلا ختم يسمى أقلف و هو استهانة بالمكتوب إليه.
[1] الخلوق: ضرب من الطّيب و أكثر أجزائه من الزعفران.
[2] الحافات: جمع حافة و هي الحاشية-السمة: العلامة-المداد: الحبر.