responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 128

مدح الكتابة

جعل اللّه تعالى كتبة الملائكة كراما كاتبين. حيث يقول: كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون.

و قال تعالى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ `كِرََامٍ بَرَرَةٍ [1] قيل: بلغت الكتابة بقوم مبلغ الملوك و أعطتهم أزمة الخلافة. و نال الخلافة أربعة من الكتاب: عثمان و عليّ و معاوية و عبد الملك.

و سأل أعرابي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكروا له حتى انتهوا إلى ذكر معاوية، فقالوا:

كان كاتب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: فلج‌ [2] و ربّ الكعبة فإن الأمور بيد الكتاب.

قال الشاعر:

ما النّاس إلا الكتبة # هم فضّة في ذهبه

قد أحرزوا دنياهم # بشعبة من قصبه‌

و قال ابن الحجّاج:

و شمول كأنّما اعتصروها # من معاني شمائل الكتّاب‌

و قيل: كل صناعة تحتاج إلى ذكاء، إلا الكتابة فإنها تحتاج إلى ذكاءين: جمع المعاني بالقلب، و الحروف بالقلم. و لذلك قيل بالفارسية: دبير، أي له ذكاآن.

و قال الجاحظ: لم أر مثل طريقة الكتاب، فإنهم اختاروا من الألفاظ ما لم يكن وحشيا و لا ساقطا سوقيا، و قال: إنما عذب شعر النابغة لأنه كان كاتبا و كذلك زهير.

ذمّ الكتّاب‌

قال الجاحظ في ذمّهم: ما قولك في قوم أوّل من كتب منهم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالفه في كتابه، فأنزل اللّه فيه آيات، فهرب إلى جزيرة العرب فمات كافرا. ثم استكتب معاوية فكان أوّل من غدر و حاول نقض عرى الإسلام في أيامه، ثم كتب عثمان لأبي بكر مع طهارة أخلاقه فلم يمت حتى أدّاه عرق الكتابة إلى ذم من ذمه من أوليائه. ثم كتب لعمر رضي اللّه عنه، زياد بن أمية فانعكس شرّ مولود، و كتب لعثمان رضي اللّه عنه مروان بن الحكم، فخانه في خاتمه و أشعل حربا في مملكته.

و قال بعضهم، و قد جلس في ديوان: أخلاق حلوة و شمائل معشوقة و وقار أهل العلم و ظرف أهل الفهم، و إذا سبكتهم وجدتهم كالزبد يذهب جفاء لا يستندون إلى وثيقة و لا يدينون بحقيقة. فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون.

قال كشاجم:

بأبي و أمّي أنت من مستجمع # تيه القيان و رقّة الكتاب‌ [3]


[1] القرآن الكريم: عبس/15.

[2] فلج: يقال فلج فلجا القوم و عليهم: فاز.

[3] القيان: الجواري المغنيّات، و قوله: تيه القيان إشارة إلى ما تتصف به القيان من الزهو، و ما لهن من دالّة عند الخاصّة و العامّة، على السّواء.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست