responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 115

الفضل لبعض ندمائه أخرج هذه القصيدة لينخفض فلما رآها تبسّم و خجل.

شعر يدلّ على همّة قائله و حاله‌

قال المأمون يوما لمن حضره: أنشدوني بيتا لملك يدل عليه بيته و إن لم يعرف، فأنشد:

أ من أجل أعرابية حلّ أهلها # جيوب الفلا عيناك تبتدران‌

فقال: ما يدل هذا على أنه لملك، بل يجوز أن يكون هذا لسوقة من أهل الحضر.

ثم قال: الدالّ على ذلك قول يزيد بن عبد الملك:

اسقني من سلاف ريق سليمى # واسق هذا النديم كاسا عقارا [1]

فإشارته إلى النديم تؤذن بأنه ملك.

و قوله: لي المحض من ودّهم، و يغمرهم نائلي.

و قال صالح بن حسان، للهيثم بن عدي: أعلمت أن النابغة الذبياني كان مخنّثا؟ فقال: ما علمت و لا سمعت. قال: فكيف قلت؟قال لقوله: سقط النّصيف و لم ترد إسقاطه، (البيتين) و اللّه ما يحسن هذه الإشارة إلا مخنّث. فسمع ذلك رجل من قيس فقال:

بل صاحبك الأعشى‌ [2] هو المخنّث حيث يقول:

قالت هريرة لما جئت زائرها # ويلي عليك و ويلي منك يا رجل‌

النابغ في الشّعر بعد أن كان مكديا

قال السيّد الحميري‌ [3] : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام، كأنه في حديقة سبخة فيها نخل طوال، و بجنبها أرض كأنها كافورة، ليس فيها أشجار، فقال لي: أ تدري لمن هذه النخيل؟فقلت: لا. فقال: لامرئ القيس، فاقلعها و اغرسها في هذه ففعلت.

فلما أصبحت أتيت ابن سيرين فقصصت رؤياي عليه، فقال: أ تقول الشعر؟قلت: لا.

فقال: أما أنك ستقول مثل شعر امرئ القيس، إلا أنك تقوله في قوم طهرة فما انصرفت إلا و أنا أقول الشعر و النابغتان سمّيا بذلك لأنهما عاشا دهرا لا يقولان شعرا ثمّ نبغا فيه.


[1] السلاف: الخمر المعتقة الجيّدة.

[2] الأعشى: هو ميمون بن قيس من فحول الشعراء في الجاهلية، قيل إنه أدرك الإسلام، و قصد النبيّ فصدّته قريش عن السير إليه فعاد إلى قومه فمات في الطريق.

[3] السيّد الحميري: هو أبو هشام إسماعيل بن محمد بن ربيعة بن مفرّغ أحد الشعراء البصريين. ولد سنة 105 هـ (723 م) ، و هو من أتباع الفرقة الكيسانية القائلين بعودة الإمام محمد بن الحنفية. مات في واسط سنة هـ (789 م) .

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست