responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 108

ما استحبّه الأكابر من فرص الشّعر

قال معاوية لعبد الرحمن بن الحكم: إنك قد لهجت بالشعر فإيّاك و التشبيب‌ [1] بالنساء فتعرّ شريفة؛ و الهجاء فتهجّن كريما أو تثير لئيما؛ و إيّاك و المدح فهو كسب الأنذال. و لكن افخر بمآثر قومك و قل من الأمثال ما تزين به نفسك و تؤدب به غيرك، و إن لم تجد من المدح بدّا فكن كمالك المرادي حين مدح فجمع في المدح بين نفسه و بين الممدوح، فقال: أحللت رحلي في بني ثعل، إنّ الكريم للكريم محلّ.

قال الشاعر:

أشغل قريضك بالنسـ # يب و بالفكاهة و المزاح‌ [2]

يا مادح القوم اللئا # م و طالبا نيل السّماح‌ [3]

مدح جماعة من الشّعراء و تفضيل بعضهم على بعض‌

ذكر امرؤ القيس عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: ذاك رجل مذكور في الدنيا منسيّ في الآخرة، يجي‌ء يوم القيامة و بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار.

قال الأصمعي: ما رأيت خمسة من العلماء قط إلا و أربعة منهم يقدّمون امرأ القيس و لا أربعة إلا و ثلاثة منهم يقدّمونه.

و سئل بعضهم من أشعر العرب: فقال: امرؤ القيس إذا ركب‌ [4] ، و الأعشى إذا طرب‌ [5] و زهير إذا رغب‌ [6] ، و النابغة إذا رهب‌ [7] .

و كان أبو عمرو يكثر وصف النابغة الذبياني و طبعه و حسن ديباجته، و يقدّمه بعد امرئ القيس.

و قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: قال: لي عمر رضي اللّه عنه، و أنا أسايره: أنشدني


[1] التشبيب بالنّساء: الغزل بهن.

[2] القريض: الشعر-النسيب: الغزل-السماح: الكرم و العطاء.

[3] القريض: الشعر-النسيب: الغزل-السماح: الكرم و العطاء.

[4] أشعرهم إذا ركب أي أشعرهم إذا ركب فرسه فقد كان أوصف الجاهليين للخيل و النساء، و قد أعجب النقاد بأبياته في معلقته التي وصف بها الجواد و منها قوله:

مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا # كجلمود صخر حطّه السيل من عل‌

[5] و قوله: و الأعشى إذا طرب، إشارة إلى شربه الخمر فهو إذا شربها طرب و تحركت شاعريته.

[6] و قوله: و زهير إذا رغب يفيد أنّ زهير بن أبي سلمى كان إذا أعجب بالممدوح و حرّك العطاء مكامن نفسه يسمو بمدائحه.

[7] أما قوله: و النابغة إذا رهب فتفسيره متصل بخبره مع الملك النعمان الذي كان أهدر دمه إثر وشاية اتهمته بالمتجردة امرأة الملك، فانبرى النابغة يعتذر للنعمان و يردّ التهمة عن نفسه، فحرك الخوف شعوره فأجاد في هذا اللون من شعره.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست