والغيران والسكران؛ قالوا: فما تقول في المنعظ «1» ؟ فضحك وقال: [وافر] وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحينا «2» قال الوليد: ألا إنّ أمير المؤمنين عبد الملك كان يقول: إنّ الحجّاج جلدة ما بين عينيّ، ألا وإن الحجاج جلدة وجهي كلّه. خطب عتّاب «3» بن ورقاء فحثّ على الجهاد وقال: هذا كما قال الله تعالى: [خفيف] كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذّيول وقال آخر في الرّبيع والي اليمامة: [طويل] شهدت بأن الله حقّ لقاؤه ... وأنّ الربيع العامريّ رقيع أقاد لنا كلبا بكلب ولم يدع ... دماء كلاب المسلمين تضيع دخل شابّ على المنصور فسأله عن وفاة أبيه، فقال: مات رحمه الله يوم كذا وكذا، وكان مرضه رضي الله عنه كذا وكذا، وترك عفا الله عنه من المال كذا وكذا؛ فانتهره الربيع وقال: أبين يدي أمير المؤمنين توالي الدعاء لأبيك؟ فقال الشابّ: لا ألومك، إنك لم تعرف حلاوة الآباء؛ فما علم أنّ المنصور ضحك مثل ضحكه يومئذ. وكان الربيع لقيطا. دخل رجل من بني هاشم على المنصور فاستجلسه ودعا بغدائه فقال للفتى: أدنه؛ فقال: قد تغدّيت؛ فلما خرج استخفّ به الربيع ودفع في قفاه،