هذا! إنا والله حرباء تنضبة «1» ، يشهد لي سواد لوني وغؤور «2» عينيّ وحبيّ للشمس. قيل لأبي السّفّاح عند موته: أوصه؛ فقال: إنّا لكرام قوم طخفة «3» ؛ قالوا: قل خيرا يا أبا السفّاح؛ فقال: إن أحبّت امرأتي فأعطوها بعيرا؛ قالوا: قل خيرا؛ قال: إذا مات غلامي فهو حرّ. وقيل لرجل عند موته: قل لا إله إلا الله، فأعرض، فأعادوا عليه مرارا، فقال: أخبروني عن أبي طالب أقالها عند موته؟ قالوا: وما أنت وأبو طالب! قال: لا أرغب بنفسي عنه. ولما احتضر العجير السّلوليّ قال لقوم عنده: أنا في آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، والله لئن وجدت لي عند الله موضعا لأكلمنّه فيكم. وقيل لأوس ابن حارثة عند موته: قل لا إله إلا الله، فقال: لم يأن لها بعد. وقيل لآخر عند موته: ألا توصي؟ قال: أنا مغفور لي؛ قالوا: قل إن شاء الله، قال: قد شاء الله ذلك، قالوا: لا تدع الوصيّة، فقال لبني أخيه: [رجز] بني حريث ارفعا وسادي ... واحتفظا بالجلّة الجلاد فإنما حولكما الأعادي قال سهل بن هارون: ثلاثة من المجانين وإن كانوا عقلاء: الغضبان