responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 71

الشعراء:

بفتح الشين و كسرها، و بالعين المهملة الساكنة، ذباب أزرق أو أحمر، يقع على الإبل و الحمير و الكلاب، فيؤذيها أذى شديدا. و قيل: ذباب كذباب الكلب. و في السيرة أن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء، فلما سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بنزولهم، استشار أصحابه و دعا عبد اللّه بن أبي بن سلول، و لم يدعه قبلها قط فاستشاره فقال عبد اللّه بن أبي و أكثر الأنصار: يا رسول اللّه أقم بالمدينة و لا تخرج إليهم فو اللّه ما خرجنا منها إلى عدو قط إلا أصاب منا، و لا دخل علينا إلا أصبنا منه، فكيف و أنت فينا!فدعهم يا رسول اللّه، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس، و إن دخلوا علينا قاتلهم الرجال في وجوههم، و رماهم النساء و الصبيان بالحجارة من فوقهم، و إن رجعوا رجعوا خائبين. فأعجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذا الرأي، و قال بعض أصحابه: يا رسول اللّه اخرج بنا إلى هذه الأكلب، لا يرون أنّا جبنا عنهم و ضعفنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إني رأيت في منامي بقرا تذبح، فأولتها خيرا، و رأيت في ذباب سيفي ثلما، فأولتها هزيمة، و رأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة، فافعلوا» .

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعجبه أن يدخلوا عليه المدينة، فيقاتلوا في الأزقة، فقال رجال من المسلمين، ممن فاتهم يوم بدر، و أكرمهم اللّه بالشهادة يوم أحد: اخرج بنا إلى اعداء اللّه يا رسول اللّه. فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيته و لبس لأمته، فلما رأوه قد لبس السلاح، ندموا و قالوا:

بئسما صنعتم، نشير على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و الوحي يأتيه!فقالوا: اصنع ما رأيت يا رسول اللّه، و اعتذروا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل» [1] . و كان قد أقام المشركون بأحد الأربعاء و الخمسين، فخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يوم الجمعة بعد ما صلى بأصحابه الجمعة، فأصبح بالشّعب من أحد يوم السبت النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة، و كان أصحابه سبعمائة رجل فجعل عبد اللّه بن جبير و هو أخو خوات بن جبير رضي اللّه عنهما على الرماة، و كانوا خمسين رجلا، و قال عليه الصلاة و السلام: «أقيموا بأصل الجبل، و انضحوا عنا بالنبل، حتى لا يأتونا من خلفنا، و إن كانت لنا أو علينا فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، فإنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم» .

فجاءت قريش و على ميمنتهم خالد بن الوليد، و على ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل رضي اللّه تعالى عنهما، و معهما النساء يضربن بالدفوف، و يقلن الأشعار، فقاتلوا حتى حميت الحرب، فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيفا و قال: «من يأخذ هذا بحقه و يضرب به العدو حتى ينحني» ؟فأخذه أبو دجانة سماك بن خرشة رضي اللّه تعالى عنه، فلما أخذه اعتم بعمامة حمراء، و جعل يتبختر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنها لمشية يبغضها اللّه تعالى إلا في هذا الموضع» ، ففلق به هام المشركين. و حمل النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه على المشركين، فهزموهم. فقال أصحاب عبد اللّه بن جبير: الغنيمة الغنيمة، و اللّه لتأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم، صرفت وجوههم، و قال الزبير بن العوام: فلما نظرت الرماة إلى القوم و قد انكشفوا و رأوا أصحابهم ينتهبون الغنيمة، أقبلوا يريدون النهب، فلما رأى خالد بن الوليد رضي اللّه تعالى عنه


[1] رواه البخاري، اعتصام 28.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست