نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 66
الشاهين
: جمعه شواهين و شياهين، و ليس بعربي، لكن تكلمت به العرب. قال [1]
الفرزدق:
حمى لم يحطّ عنه سريع و لم يخف # نويرة يسعى بالشياهين طائرة
و يروى بالشواهين و قال عبد اللّه بن المبارك [2] :
قد يفتح المرء حانوتا لمتجره # و قد فتحت لك الحانوت بالدين
بين الأساطين حانوت بلا غلق # تبتاع بالدين أموال المساكين
صيّرت دينك شاهينا تصيد به # و ليس يفلح أصحاب الشواهين
و قد تقدمت له أبيات، في باب الباء الموحدة، في البازي، تشبه هذه. و من كلامه: تعلمنا العلم للدنيا، فدلنا على ترك الدنيا. و الشاهين ثلاثة أنواع: شاهين و قطامي و أنيقي. و الشاهين في الحقيقة من جنس الصقر، إلا أنه أبرد منه و أيبس مزاجا، و لأجل ذلك تكون حركته من العلو إلى السفل شديدة، و لهذا ينقض على سيده انقضاضا من غير تحريم، و عنده جبن و فتور، و هو مع ذلك شديد الضراوة على الصيد و لأجل ذلك ربما ضرب بنفسه الأرض فمات. و عظامه أصلب من عظام سائر الجوارح و بعضهم يقول الشاهين كاسمه يعني الميزان، لأنه لا يتحمل أدنى حال من الشبع، و لا أيسر حال من الجوع، و المحمود من صفاته أن يكون عظيم الهامة، واسع العينين، رحب الصدر، ممتلئ الزور، عريض الوسط، جليد الفخذين، قصير الساقين، قليل الريش، رقيق الذنب إذا صلب عليه جناحيه، لم يفضل عنه منهما شيء، فإذا كان كذلك، صاد الكركي و غيره. و يقال: إن أول من صاد به قسطنطين، و كانت الشواهين ريضت له، و علمت أن تحوم على رأسه إذا ركب فتظله من الشمس، و كانت تنحدر مرة و ترتفع أخرى، فإذا ركب وقفت حوله إلى أن ركب يوما، فثار طائر من الأرض، فانقض عليه بعض الشواهين، فأخذه فأعجبه ذلك و ضراه على الصيد.
و حكمه
: يأتي في باب الصاد المهملة، إن شاء اللّه تعالى، في الصقر.
و من الرسائل التي كتبتها قديما للأخ فارس الدين شاهين، و أنا بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة و السلام:
سلام كما فاحت بروض أزاهر # يضيء كما لاحت بأفق زواهر
إذا عبقت كتبي به قال قائل # أ في طيها نشر من المسك عاطر
إلى فارس الدين الذي قد ترحلت # لخدمة خدام مصر الأكابر
إذا عدّ خدام الملوك جميعهم # فبينهم ذكر لشاهين طائر