responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 59

أصابكم، و لم يزل يرميها بالمنجنيق حتى هدمها. و رموها بكيزان النفط فاحترقت الستائر حتى صارت رمادا، و أن ابن الزبير قال لأمه: إني لا آمن إن قتلت أن يمثل بي و أصلب، فقالت له: يا ولدي إن الشاة، إذا ذبحت لم تتألم بالسلخ، فودعها و خرج من عندها. فحمل عليهم حتى ردهم على أعقابهم. فرمي بآجرة فأدمت وجهه فلما وجد سخونة الدم على وجهه أنشد قائلا:

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا # و لكن على أقدامنا تقطر الدما [1]

و صاحت مولاة لآل الزبير مجنونة، و كانت رأته حينها: وا أمير المؤمنيناه!و أشارت إليه. و قتل رضي اللّه تعالى عنه في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين. و جاء الخبر إلى الحجاج فسجد و جاء هو و طارق، فوقفا عليه فقال طارق: ما ولدت النساء اذكر من هذا فقال الحجاج: أ تمدح من خالف طاعة أمير المؤمنين؟قال: نعم هو أعذر لنا و لو لا هذا ما كان لنا عذر، و إنا لمحاصروه و هو في غير حصن و لا منعة منذ ثمانية أشهر ينتصف منا، بل يفضل علينا كلما التقينا. فبلغ كلامهما عبد الملك، فصوب رأي طارق. ثم بعث الحجاج برأس ابن الزبير و جماعة إلى عبد الملك، فبعث عبد الملك برأس ابن الزبير إلى عبد اللّه بن حازم الأسلمي، و هو وال بخراسان من جهة ابن الزبير و دعاه إلى طاعته، على أن يجعل له خراسان طعمة سبع سنين فقال ابن حازم للرسول: لو لا أن الرسل لا تقتل لأمرت بضرب عنقك، و لكن كل كتاب صاحبك فأكله. ثم أخذ الرأس فغسله و طيبه و كفنه و دفنه. و قيل: إنه بعث به إلى آل الزبير بالمدينة فدفنوه مع جثته بالمدينة. و ماتت أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي اللّه عنهم بالمدينة بعده بخمسة أيام و لها مائة سنة.

و ذكر الحافظ ابن عبد البر أن الكعبة رميت بالمنجنيق مرة أخرى، حين حصرها مسلم بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، في أيام يزيد بن معاوية، في وقعة الحرة فمات يزيد و رجع مسلم إلى الشام.

غريبة

: قال محمد بن عبد الرحمن الهاشمي: دخلت على أمي، يوم عيد الأضحى، فرأيت عندها امرأة في أثواب دنسة، فقالت لي أمي: أ تعرف هذه؟قلت: لا. قالت: هذه عتابة أم جعفر بن يحيى البرمكي فسلمت عليها، و قلت لها: حدثيني ببعض أمركم، فقالت: أذكر لك جملة فيها عبرة لمن اعتبر، لقد هجم عليّ مثل هذا اليوم، يوم العيد، و على رأسي أربعمائة و صيفة و أنا أزعم أن ابني جعفرا عاق لي، و قد أتيتكم اليوم أسألكم جلدي شاتين، أجعل أحدهما شعارا و الآخر دثارا. قال: فدفعت إليها خمسمائة درهم، و لم تزل تتردد إلينا حتى فرق الموت بيننا. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، ذكر قتل جعفر في باب العين المهملة في العقاب.

و في سنن ابن ماجة و كامل بن عدي، في ترجمة أبي ذر بن عبد اللّه، من حديث ابن عمر، رضي اللّه تعالى عنهما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [2] : «الشاة من دواب الجنة» .

و في الاستيعاب، للحافظ أبي عمر بن عبد البر، في ترجمة أبي رجاء العطاردي، أن العرب


[1] فوات الوفيات: 2/174.

[2] رواه ابن عدي في الكامل: 6/2149.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست