نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 60
كانوا يأتون بالشاة البيضاء فيعبدونها، فيجيء الذئب فيأخذها، فيأخذون أخرى مكانها. و في سنن البيهقي و غيره أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «كان يكره من الشاة، إذا ذبحت، سبعا: الذكر و الأنثيين و الدم و المرارة و الحياء و العذرة و المثانة [1] » . قال: «و كان أحب الشاة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقدمها» . و قالت أم سلمة رضي اللّه تعالى عنها: كان عندي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخلت شاة فأخذت قرصا تحت دن لنا، فقمت إليها، فأخذته من بين لحييها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ما كان ينبغي لك أن تعنقيها» ، أي تأخذي بعنقها و تعصريها. و روى مسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي اللّه تعالى عنه قال:
كان بين مصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بين الحائط ممر الشاة. قلت: و هذا يدل على استحباب القرب من السترة كما جاء عنه أيضا صلى اللّه عليه و سلم: «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لئلا يقطع الشيطان عليه صلاته» [2] . رواه أبو داود، و لا يعارض حديث ممر الشاة بحديث «صلاة النبي صلى اللّه عليه و سلم في الكعبة بينه و بين الجدار قدر ثلاثة أذرع» . و هو الذي يمكن المصلي أن يدرأ من يمر به، إذ حمل بعضهم حديث ممر الشاة، على ما إذا كان قائما، و حديث الثلاثة أذرع على ما إذا ركع أو سجد.
و لم يذكر مالك في ذلك حدا، و قدر بعضهم ممر الشاة بقدر شبر. و قد تقدم، في البهيمة و الجدي، شيء من هذا.
فائدة
: في سنن أبي داود، و غيرها أن النبي صلى اللّه عليه و سلم، أهدت له يهودية بخيبر، شاة مصلية سمتها، فأكل منها و أكل معه رهط من أصحابه، فمات بشر بن البراء بن معرور، فأرسل إلى اليهودية و قال: «ما حملك على ما صنعت؟» قالت: قلت إن كان نبيا فلن يضره، و إن لم يكن نبيا استرحنا منه. «فأمر صلى اللّه عليه و سلم بها فقتلت» . كذا رواه و هو مرسل، فإن الزهري لم يسمع من جابر شيئا.
و المحفوظ، أنه صلى اللّه عليه و سلم قيل له: أ لا تقتلها؟فقال: «لا» . كذا [3] رواه البخاري و مسلم، و جمع البيهقي بينهما، بأنه لم يقتلها في الابتداء، فلما مات بشر أمر بقتلها، و هي زينب بنت الحارث ابن سلام. و قال ابن اسحاق: إنها أخت مرحب اليهودي. و روى معمر بن راشد عن الزهري أنها أسلمت.
و روى الترمذي عن حكيم بن حزام رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «بعثه ليشتري له أضحية بدينار، فاشترى أضحية فأربح فيها دينارا، فاشترى أخرى مكانها و جاء بالأضحية و الدينار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فضحى بالشاة و تصدق بالدينار» [4] . و في صحيح البخاري و سنن أبي داود و الترمذي و ابن ماجة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم، أعطى عروة بن الجعد، و قيل: ابن أبي الجعد البارقي دينارا ليشتري به شاة، فاشترى شاتين، فباع احداهما بدينار، و جاء بشاة و دينار. و ذكر ما كان من أمره. فقال: «بارك اللّه لك في صفقة يمينك» . فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة البصرة فيربح الربح العظيم حتى صار من أكثر أهل الكوفة مالا. قال شبيب بن غرقدة: رأيت في دار عروة البارقي سبعين فرسا مربوطة للجهاد في سبيل اللّه تعالى. و روى عروة بن أبي الجعد، عن