responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 512

أحمد بن حنبل رحمه اللّه يستدل بقوله «بكلمات اللّه التامة» على أن القرآن غير مخلوق، و يقول: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يستعيذ بمخلوق، و ما من كلام مخلوق إلا و فيه نقص، فالموصوف منه بالتمام هو غير مخلوق و هو كلام اللّه تعالى.

و في الصحيحين و غيرهما، عن كعب بن عجرة رضي اللّه تعالى عنه، قال: فيّ أنزلت هذه الآية [1] فَمَنْ كََانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: «أدنه» فدنوت ثم قال: «ادنه» فدنوت، فقال‌ [2] صلى اللّه عليه و سلم: «أ يؤذيك هوامك» ؟قال ابن عوف: أظنه قال: نعم.

فأمرني بفدية من صيام أو صدقة أو نسك ما تيسر.

و روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [3] : «إن للّه مائة رحمة، واحدة بين الجن و الأنس و البهائم و الهوامّ فيها يتعاطفون و يتراحمون، و بها تعطف الوحوش على أولادها، و أخر تسعا و تسعين رحمة، يرحم اللّه بها عباده يوم القيامة» . و سيأتي هذا في باب الواو، في لفظ الوحش إن شاء اللّه تعالى.

و في الإحياء، في فضل الجمعة، يقال: إن الطير و الهوام يلقي بعضها بعضها في يوم الجمعة، فتقول: سلام سلام يوم صالح، و هو كذلك في قوت القلوب أيضا.

و في كتاب فردوس الحكمة، آية في كتاب اللّه، من قرأها يأمن من الهوام‌ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللََّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ مََا مِنْ دَابَّةٍ إِلاََّ هُوَ آخِذٌ بِنََاصِيَتِهََا إِنَّ رَبِّي عَلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ [4] و قد تقدم نظير هذا في باب الباء الموحدة، في البراغيث من رواية ابن أبي الدنيا، في كتاب التوكل، إن عامل أفريقية كتب إلى عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، يشكو إليه الهوام و العقارب، فكتب إليه: و ما على أحدكم إذا أمسى و أصبح أن يقول: وَ مََا لَنََا أَلاََّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اَللََّهِ وَ قَدْ هَدََانََا سُبُلَنََا [5] الآية.

و في كتاب النصائح، أن بعض السياحين، كان مقداما على كل هول يخافه المسافرون، غير متحفظ من الهوام و السباع، فتعجب منه قوم و خوفوه الغرر بنفسه، فقال: إني على بصيرة من أمري، و ذلك أني سافرت تاجرا مع رفقة، فكان سراق الأعراب، يطوفون بنا كل ليلة، و كنت أشد أصحابي ذكرا و أطولهم سهرا، و كنت قد اكتريت مع رجل من الأعراب أعرفه بالصلاح و الدين فلما رآني على هذه الحالة، قال: صل على محمد صلى اللّه عليه و سلم مائة مرة، و نم آمنا، ففعلت ذلك و نمت، فإذا رجل يوقظني فارتعت و قلت: من أنت؟فقال: اصطنعني و استتبني، قلت: مالك؟قال:

هذه يدي قد احتبسها متاعك، و إذا هو قد شق عدلا كنت نائما عليه، و أدخل يده لاستخراج الثياب منه، فلم يستطيع إخراج يده فأيقظت المكاري و أخبرته و سألته أن يدعو له، فقال: أنت


[1] سورة البقرة: آية 196.

[2] رواه البخاري: محصر 5، 6، 8. مغازي 35. مرض 16. طب 16. كفارات 1. و مسلم حج 80.

[3] رواه مسلم: توبة 19. و ابن ماجة زهد 35.

[4] سورة هود: آية 56.

[5] سورة إبراهيم: آية 12.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست