responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 511

الأحبار، و هو عند عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، أ لا أخبرك بأغرب شي‌ء قرأته في كتب الأنبياء عليهم السلام: أن هامة جاءت إلى سليمان بن داود عليهما الصلاة و السلام، فقالت: السلام عليك يا نبي اللّه، فقال: و عليك السلام يا هامة، أخبريني كيف لا تأكلين من الزرع؟قالت: يا نبي اللّه، إن آدم أخرج من الجنة بسببه، قال: فكيف لا تشربين الماء؟قالت: يا نبي اللّه لأنه غرق فيه قوم نوح فمن أجل ذلك لا أشربه، قال لها سليمان: كيف تركت العمران و سكنت الخراب؟قالت: لأن الخراب ميراث اللّه، فأنا أسكن ميراث اللّه، قال اللّه تعالى: وَ كَمْ أَهْلَكْنََا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهََا فَتِلْكَ مَسََاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاََّ قَلِيلاً وَ كُنََّا نَحْنُ اَلْوََارِثِينَ [1] .

فالدنيا ميراث اللّه كلها، قال سليمان: فما تقولين إذا جلست فوق خربة؟ قالت: أقول أين الذين كانوا يتنعمون فيها؟قال سليمان: فما صياحك في الدور، إذا مررت عليها؟قالت: أقول: ويل لبني آدم كيف ينامون و أمامهم الشدائد؟قال سليمان عليه السلام: فما لك لا تخرجين بالنهار؟قالت: من كثرة ظلم بني آدم لأنفسهم، قال:

فأخبريني ما تقولين في صياحك؟قالت: أقول: تزودوا يا غافلين، و تهيئوا لسفركم، سبحان خالق النور. فقال سليمان عليه السلام: ليس في الطيور طير أنصح لابن آدم، و لا أشفق عليه من الهامة، و ما في قلوب الجهال أبغض منها.

فرع‌

في فتاوي قاضي خان: إذا صاحت الهامة فقال أحد: يموت رجل، فقال بعضهم:

يكون ذلك كفرا إنما يقال هذا على جهة التفاؤل انتهى. و هو قريب مما تقدم في العقعق.

و الهوام حشرات الأرض و روى ابن حبان و أبو داود الطيالسي، من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إن هذه الهوام من الجن فإذا رأى أحدكم في بيته شيئا منها فليحرج عليه ثلاث مرات» [2] قال في النهاية: هو أن يقول لها: أنت في حرج إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع و الطرد و القتل.

و روى‌ [3] البخاري و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، قال: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعوذ الحسن و الحسين يقول: «أعيذكما بكلمات اللّه التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة» ، ثم يقول صلى اللّه عليه و سلم: «كان أبوكما إبراهيم عليه السلام يعوذ بها إسماعيل و اسحاق عليهما الصلاة و السلام» .

قال الخطابي: الهامة إحدى الهوام ذوات السموم كالحية و العقرب و نحوهما، فإن قيل: في هذا الحديث دليل على أن للهامة حقيقة. فالجواب أن الهامة هنا بالتشديد، و تلك بالتخفيف كما تقدم. و المراد هنا هوام الأرض من الحيات و العقارب و نحوهما، كما قاله الخطابي، أو المراد كل ما يهم بالأذى، و هو اسم فاعل من هم يهم فهو هامة كأنه صلى اللّه عليه و سلم قال: أعيذكما من شر كل نسمة هامة بالأذى، و قوله عليه الصلاة و السلام: «و من كل عين لامة» معناه ذات لمم، قال الخطابي: و كان


[1] سورة القصص: آية 58.

[2] رواه أبو داود: أدب 162.

[3] رواه البخاري: أنبياء 10. أبو داود سنة 20. الترمذي طب 18. ابن ماجة طب 36.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست