responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 508

تغاديه و تراوحه، و قيل: بل كان يتغذى من اليقطينة، فيجد منها ألوان الطعام و أنواع شهواته.

و الحكمة في إنبات اللّه اليقطينة عليه، أن من خاصية اليقطين أن لا يقربه الذباب، و من خواصه أن ماء ورقه إذا رش به مكان لا يقربه ذباب أيضا. فأقام عليه الصلاة و السلام تحتها إلى أن صح جسده، لأن ورق الفرع أنفع شي‌ء لمن يسلخ جلده عن جسده، كيونس عليه السلام.

و روي أنه عليه الصلاة و السلام كان يوما نائما، فأيبس اللّه تعالى تلك اليقطينة. و قيل:

أرسل اللّه تعالى عليها الأرضة، فقطعت عروقها فانتبه عليه السلام فوجد حر الشمس، فعز عليه شأنها و جزع، فأوحى اللّه تعالى إليه: يا يونس جزعت ليبس يقطينة، و لم تجزع لهلاك مائة ألف أو يزيدون، تابوا فتيب عليهم. و ما أحسن قول‌ [1] الجوهري، صاحب الصحاح:

فها أنا يونس في بطن حوت # بنيسابور في ظلّ الغمام

فبيتي و الفؤاد و يوم دجن # ظلام في ظلام في ظلام‌

و قول‌ [2] الآخر:

مغيث أيوب و الكافي لذي النون # ينيلني فرجا بالكاف و النون‌

و قول آخر في المعنى:

ربما عالج القوافي رجال # في القوافي فتلتوي و تلين

طاوعتهم عين و عين و عين # و عصتهم نون و نون و نون‌

قال الشيخ جمال الدين بن الحاجب: معنى قوله: عين و عين و عين، يعني به نحو يد و غد و دد، لأنها عينات مطاوعات في القوافي، مرفوعة كانت أو منصوبة أو مجرورة، لأن وزن يدفع و وزن غدفع و وزن ددفع، و قوله: و عصتهم نون و نون و نون: الحوت يسمى نونا، و الدواة تسمى نونا و النون الذي هو الحرف و كلها نونات غير مطاوعة في القوافي، إذ لا يلتئم واحد منها مع الآخر.

فائدة

: روى الدينوري في المجالسة، و أبو عمر بن عبد البر في التمهيد، عن أبي العباس محمد بن اسحاق السراج، قال: حدثنا هشيم عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، قال: كتب صاحب الروم إلى معاوية رضي اللّه تعالى عنه يسأله عن أفضل الكلام ما هو؟و عن الثاني و الثالث و الرابع و الخامس، و كتب إليه يسأله عن أكرم الخلق على اللّه، و عن أكرم الإماء على اللّه، و عن أربعة من الخلق، فيهم الروح لم يرتكضوا في رحم، و يسأله عن قبر مشى بصاحبه، و عن المجرة و عن القوس، و عن مكان طلعت فيه الشمس، لم تطلع عليه قبل ذلك، و لم تطلع عليه بعده؟ فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: أخزاه اللّه تعالى، و ما علمي بما هاهنا!فقيل له: اكتب إلى ابن عباس فكتب إليه بذلك، فكتب إليه ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما:


[1] معجم الأدباء: 2/209.

[2] وفيات الأعيان: 3/249.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست