نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 500
روى الدارقطني و الطبراني، في معجمه الأوسط عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أنه قال:
لما كلم اللّه تعالى موسى عليه الصلاة و السلام، كان يبصر دبيب النمل على الصفا في الليلة المظلمة من مسيرة عشرة فراسخ.
و روى الترمذي الحكيم، في نوادره، عن معقل بن يسار، قال: قال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه، و شهد به على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الشرك فقال [1] : «هو فيكم أخفى من دبيب النمل و سأدلك على شيء إذا فعلته أذهب اللّه عنك صغار الشرك و كباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا، و أنا أعلم، و أستغفرك لما تعلم و لا أعلم، بقولها ثلاث مرات» .
و روي أيضا عن أبي إمامة الباهلي رضي اللّه تعالى عنه، قال: ذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلان أحدهما عابد و الآخر عالم، فقال [2] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» .
ثم قال: «إن اللّه و ملائكته و أهل السموات و أهل الأرضين حتى النملة في جحرها، و حتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير» . قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
و سمعت أبا عثمان الحسين بن حريث الخزاعي يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول:
عالم عامل معلم يدعى كثيرا في ملكوت السموات. و روي أن النملة التي خاطبت سليمان عليه الصلاة و السلام أهدت إليه نبقة فوضعتها في كفه و قالت:
أ لم ترنا نهدي إلى اللّه ماله # و إن كان عنه ذا غنى فهو قابله
و لو كان يهدى للجليل بقدره # لقصّر عنه البحر حين يسائله
و لكننا نهدى إلى من نحبه # فيرضى به عنا و يشكر فاعله
و ما ذاك إلا من كريم فعاله # و إلا فما في ملكنا من يشاكله
فقال سليمان عليه السلام: بارك اللّه فيكم. فهم بتلك الدعوة أشكر خلق اللّه، و أكثر خلق اللّه توكلا على اللّه تعالى.
روي أن رجلا استوقف المأمون ليسمع منه فلم يقف له، فقال: يا أمير المؤمنين إن اللّه استوقف سليمان بن داود عليهما السلام لنملة ليستمع منها، و ما أنا عند اللّه بأحقر من نملة، و ما أنت عند اللّه بأعظم من سليمان!فقال له المأمون: صدقت، و وقف له و سمع له و قضى حاجته.
و من شعر الإمام تاج الدين اليمني في منزل فيه نمل قوله:
ما لي أرى منزل المولى الأديب به # نمل تجمع في أرجائه زمرا
فقال: لا تعجبن من نمل منزلنا # فالنمل من شأنها أن تتبع الشعرا
فائدة أخرى
: قال الإمام العلامة فخر الدين الرازي، في تفسير قوله تعالى: حَتََّى إِذََا أَتَوْا عَلىََ وََادِ اَلنَّمْلِ قََالَتْ نَمْلَةٌ يََا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسََاكِنَكُمْ الآية [3] . وادي النمل بالشأم كثير النمل. فإن قيل: لم أتى بعلى؟قلت: لوجهين أحدهما: أن إتيانهم كان من فوق، فأتى بحرف