نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 496
فيها جلد نمر» . و في رواية «وقعة» . قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، في الفتاوى: جلد النمر نجس كله قبل الدباغ سواء كان مذكى أم لا، فيمتنع استعماله امتناع نجس العين. و معنى هذا أنه يحرم استعماله قطعا فيما يجب فيه مجانبة النجاسة من صلاة و غيرها.
و هل يحرم على الاطلاق؟فيه وجهان: و أما بعد الدباغ فنفس الجلد طاهر، و الشعر الذي عليه نجس، تبعا لأصله و لأجل أنه غالب ما يستعمل منه. ورد الحديث بالنهي عنه مطلقا و في حديث [1] آخر: «لا تركبوا النمور» . و في حديث [2] آخر أنه صلى اللّه عليه و سلم «نهى عن جلود السباع أن تفترش» و لا شك أن النمر من السباع. فهذه الأحاديث قوية معتمدة و التأويل المتطرق إليها غير قوي، و إذا وجد الموفق مثل هذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مثل هذا المضطرب فهو ضالته و مستروحه لا يرى عنه معدلا.
الأمثال
: قالوا: «شمر و اتزر و البس جلد النمر» [3] . يضرب لمن يؤمر بالجد و الاجتهاد.
و قالوا: «لبس فلان لفلان جلد النمر» [4] . يضرب في العداوة و كشفها.
الخواص
: إذا دفن رأسه في موضع اجتمع فيه من الفأر شيء كثير، و مرارته يكتحل بها تزيد في ضوء البصر، و تمنع نزول الماء في العين، و هي سم قاتل إن سقي منها أحد دانقا لا يتخلص منها إلا أن يشاء اللّه تعالى، و دماغه إذا أنتن لا يشم أحد من الناس رائحته إلا مات، هكذا حكاه ارسطاطاليس، في كتاب طبائع الحيوان.
و قيل: إن النمر يهرب من جمجمة الإنسان، و شعره إذا بخر به البيت هربت العقارب منه، و شحمه إذا أذيب و جعل في الجراحات العتيقة نظفها و أبرأها. و لحمه من أكل منه خمسة دراهم لا يضره سم الحيات و الأفاعي.
و قال القزويني: إن جميع أجزائه تفعل فعل السم القاتل، و خاصة مرارته، و هذا هو الصواب. و قضيبه يطبخ و يشرب من مرقته ينفع من تقطير البول، و أوجاع المثانة. و جلده إذا أدمن الجلوس عليه بلا حائل صاحب البواسير نفعه، و من حمل معه شيئا من جلده، يصير مهابا عند الناس. و يده و براثنه إذا دفنت في موضع لا يعيش فيه فأر، و إذا نهش النمر إنسانا طلبه الفأر ليبول عليه، فإن فعل ذلك مات، و ينبغي أن يحترس من ذلك و يصان، قاله صاحب عين الخواص. و قال بعضهم: من مسح جلده بشحم الضبع، و دخل على النمر فر النمر منه.
التعبير
: النمر في المنام سلطان جائر، أو عدو مجاهر، شديد الشوكة، فمن قتله قتل عدوا بهذه الصفة، و من أكل من لحمه نال مالا و شرفا، و من ركبه نال سلطانا عظيما، فإن رأى النمر ركبه ناله ضرر من سلطان أو عدو. و من نكح نمرة تسلط على امرأة من قوم ظلمة، و من رأى نمرا في داره هجم على داره رجل فاسق. و من رأى أنه صاد نمرا أو فهدا نال منفعة بقدر ضرر غضبه.
و قال ارطاميدورس: النمر يدل على رجل و يدل على امرأة. و ذلك بسبب تغير لونه، و هو