نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 480
قال ابن سيده: الضر و البطم، و هو شجر الحبة الخضراء، كذا يسميه أهل اليمن.
و قال الميداني، في باب الهمزة من الأمثال: قال أبو الدقيس: إن الناس كانوا يأكلون النسناس، و هم قوم لكل منهم يد و رجل و نصف رأس و نصف بدن يقال: إنهم من نسل أرم بن سام أخي عاد و ثمود ليست لهم عقول، يعيشون في الآجام على ساحل بحر الهند و العرب، يصطادونهم و يأكلونهم و هم يتكلمون بالعربية، و يتناسلون و يتسمون بأسماء العرب، و يقولون الأشعار. و في تاريخ صنعاء أن رجلا تاجرا سافر إلى بلادهم، فرآهم يثبون على رجل واحدة، و يصعدون الشجر، و يفرون من الكلاب خوفا أن تأخذهم و سمع واحدا منهم يقول:
فررت من خوف الشراة شدّا # إذ لم أجد من الفرار بدّا
قد كنت قدما في زماني جلدا # فها أنا اليوم ضعيف جدا
و روى أبو نعيم، في الحلية عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، أنه قال: ذهب الناس و بقي النسناس. قيل: ما النسناس؟قال: الذين يتشبهون بالناس، و ليسوا بالناس.
و في المجالسة للدينوري، من كلام الحسن البصري، أنه قال: ذهب الناس و بقي النسناس، لو تكاشفتم ما تدافنتم. و هو في الفائق و نهاية ابن الأثير و غريب الهروي عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه. و قيل: النسناس يأجوج و مأجوج. و قيل: خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء و خالفوهم في شيء و ليسوا من بني آدم.
و منه الحديث «ان حيا من عاد عصوا نبيهم فمسخهم اللّه نسناسا، لكل واحد منهم يد و رجل من شق واحد، ينقرون كما ينقر الطير، و يرعون كما ترعى البهائم» . و نونها الأولى مكسورة و قد تفتح. و روى أحمد في الزهد، عن مطرف بن عبد اللّه أنه قال: عقول الناس على قدر زمانهم. و قال: هم الناس و النسناس و أناس غمسوا في ماء الناس. قال الكريمي: سمعت أبا نعيم يقول: كثيرا ما يعجبني قول عائشة رضي اللّه تعالى عنها:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
لكن أبا نعيم يقول:
ذهب الناس فاستقلوا و صاروا # خلفا في أراذل النسناس
في أناس نعدّهم من عديد # فإذا فتّشوا فليسوا بناس
كلما جئت أبتغي النيل منهم # بدروني قبل السؤال بياس
و بلوني حتى تمنيت أني # منهم قد أقلت رأسا براس
الحكم
: قال القاضي أبو الطيب و الشيخ أبو حامد: لا يحل أكل النسناس لأنه على خلقة الناس. و لذلك قال الشيخ محب الدين الطبري، في شرح التنبيه: و أما هذا الحيوان، الذي تسميه العامة بالنسناس، فهو نوع من القردة، لا يعيش في الماء فينبغي تحريم أكله، لأنه يشبه القردة في
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 480