responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 469

فائدة

: قد اعترض في هذا الحديث، و في قوله‌ [1] صلى اللّه عليه و سلم: «عليكم بهذا العود الهندي» يعني الكست، فإن فيه سبعة أشفية: منها ذات الجنب، و قوله‌ [2] صلى اللّه عليه و سلم: «الحمى من فيح جهنم فاطفئوها بالماء» ، و قوله‌ [3] صلى اللّه عليه و سلم: «إن في الحبة السوداء الشفاء من كل داء إلا السام» يعني الموت.

و قوله‌ [4] صلى اللّه عليه و سلم: «الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين» .

أما من في قلبه مرض من الملحدة فقال: الأطباء مجمعون على أن العسل مسهل، فكيف يوصف لمن به الإسهال؟و مجمعون أيضا على أن استعمال المحموم الماء البارد مخاطرة، و قرب من الهلاك، لأنه يجمع المسام و يحقن البخار المتحلل، و يعكس الحرارة إلى داخل الجسم، فيكون سببا للتلف، و ينكرون أيضا مداواة ذات الجنب بالقسط مع ما فيه من الحرارة الشديدة، و يرون ذلك خطرا، و هذا الذي قاله المعترض الملحد جهالة بينة و هو فيها كما قال اللّه تعالى: بَلْ كَذَّبُوا بِمََا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ [5] و نحن نشرح الأحاديث المذكورة في هذا الموضع، و نذكر ما قاله الأطباء في ذلك ليظهر جهل هذا المعترض.

اعلم أن علم الطب من أكثر العلوم احتياجا إلى التفصيل حتى إن المريض يكون الشي‌ء الواحد دواء له في ساعة، ثم يصير داء له في الساعة التي تليها بعارض يعرض له، من غضب يحمي مزاجه فيتغير علاجه، أو هواء يتغير، أو غير ذلك مما لا يحصى كثرة. فإذا وجد الشفاء بشي‌ء في حالة ما لشخص ما، لم يلزم منه الشفاء به في سائر الأحوال و لجميع الأشخاص، و الأطباء مجمعون على أن المرض الواحد يختلف علاجه، باختلاف السن و الزمان و العادة، و الغذاء المتقدم، و التدبير المألوف، و قوة الطباع.

فإذا عرفت هذا، فاعلم أن الإسهال يحصل من أنواع كثيرة منها الإسهال الحادث من التخم و الهيضات. و قد أجمع الأطباء، في مثل هذا، على أن علاجه بأن تترك الطبيعة و فعلها، فإن احتاجت إلى معين على الإسهال، أعينت ما دامت القوة باقية، و أما حبسها فضرر عندهم.

و استعجال مرض، فيحتمل أن يكون هذا الإسهال لهذا الشخص المذكور في الحديث، كان من امتلاء هيضة، فدواؤه ترك الإسهال على ما هو عليه، أو تقويته فأمره صلى اللّه عليه و سلم بأن يسقيه عسلا فزاده إسهالا، فزاده عسلا إلى أن فنيت المادة فوقف الإسهال. أو يكون الخلط الذي به، كان يوافقه شراب العسل، فثبت بما ذكرناه أن العسل جار على صناعة الطب، و أن المعترض عليه ملحد جاهل بصناعة الطب، و لسنا نقصد الاستظهار لتصديق الحديث، بقول الأطباء، بل لو كذبوه كذبناهم و كفرناهم. فلو وجدنا المشاهدة تصدق دعواهم لتأولنا كلامه صلى اللّه عليه و سلم حينئذ و خرجناه على ما يصح.

و قد ذكرنا هذا الجواب و ما بعده، عدة للحاجة إن اعتضدوا بمشاهدة، و ليظهر جهل


[1] رواه مسلم: سلام 87. و ابن ماجة طب 17. و ابن حنبل 6-356. و رواه البخاري: طب 23، 26.

[2] رواه البخاري: بدء الخلق 10، طب 28. و مسلم سلام 78.

[3] رواه البخاري: طب 7. و مسلم سلام 88. و ابن ماجة طب 6.

[4] رواه ابن حنبل: 5-346.

[5] سورة يونس: آية 39.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست