responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 442

أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «يوشك أن يضرب الناس آباط المطي في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة» . قال الترمذي: حديث حسن. قال: و قد روي عن سفيان ابن عيينة أنه قال: هو مالك بن أنس انتهى.

و الحديث المذكور رواه النسائي و الحاكم، في أوائل المستدرك من حديث ابن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [1] : «يوشك أن تضربوا أكباد الإبل فلا تجدوا عالما أعلم من عالم المدينة» ثم قال: صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه انتهى.

قلت: إنما لم يخرجه مسلم لأنه سأل البخاري عنه فقال: له علة و هي أن أبا الزبير، لم يسمع من أبي صالح، و لما روى النسائي، في السنن الكبرى هذا الحديث، من رواية ابن عيينة، عن ابن جريج عن أبي الزناد، عن أبي هريرة عقبه بقوله: هذا خطأ. و الصواب عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة و قيل: عالم المدينة عبد اللّه بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب العمري المدني الزاهد، روى عنه ابن عيينة و ابن المبارك و غيرهما. و كان من أزهد أهل زمانه و أشدهم تخليا للعبادة. و روي أن الرشيد قال: و اللّه إني أريد الحج كل سنة، ما يمنعني من ذلك إلا رجل من ولد عمر رضي اللّه عنه يسمعني ما أكره يعني العمري. توفي العمري سنة أربع و ثمانين و مائة بعد مالك بنحو ست سنين و هو ابن ست و ستين سنة.

قال عمر بن شبة: حدثنا أبو يحيى الزهري، قال: قال عبد اللّه بن عبد العزيز العمري عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدنيا أصبحت تحت قدمي، لا يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي عنها ما أزلتها، و كتب العمري إلى مالك و ابن أبي ذئب و ابن دينار و غيرهم بكتب، أغلظ لهم فيها، فجاوبه مالك جواب فقيه. قال ابن عبد البر، في التمهيد: كتب العمري العابد إلى مالك يحضه على الانفراد و العمل، و يرغبه به عن الاجتماع عليه في العلم، فكتب إليه مالك أن اللّه عز و جل قسم الأعمال، كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة و لم يفتح له في الصوم، و آخر فتح له في الصدقة و لم يفتح له في الصيام، و آخر فتح له في الجهاد و لم يفتح له في الصلاة، و نشر العلم و تعليمه من أفضل أعمال البر، و قد رضيت بما فتح اللّه لي فيه من ذلك، و ما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، و أرجو أن يكون كلانا على خير و بر. و يجب على كل واحد منا أن يرضى بما قسم اللّه له و السلام.

و في الإحياء، في الباب السادس من أبواب العلم، يحكى أن يحيى بن يزيد النوفلي، كتب إلى مالك بن أنس: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلى اللّه على سيدنا محمد في الأولين و الآخرين من يحيى بن يزيد إلى مالك بن أنس، أما بعد فقد بلغني أنك تلبس الرقاق، و تأكل الرقاق، و تجلس على الوطاء، و تجعل على بابك حجابا، و قد جلست مجلس العلم، و ضربت إليك آباط المطي، و ارتحل إليك الناس، فاتخذوك إماما و رضوا بقولك، فاتق اللّه يا مالك، و عليك بالتواضع. كتبت إليك بالنصيحة مني كتابا، ما اطلع عليه إلا اللّه و السلام.


[1] رواه الترمذي: علم 18. و ابن حنبل 2/299.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست