responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 441

و أحمق بيت قالته العرب، قول‌ [1] القائل، و هو الأعشى أبو محجن الثقفي:

إذا متّ فادفني إلى جنب كرمة # تروي عظامي بعد موتي عروقها

و لا تدفنني في الفلاة فإنني # أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها

و روى في حديث معاوية رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال لابن أبي محجن الثقفي: أبوك الذي يقول:

إذا متّ فادفني، البيتين فقال‌ [2] : أبي الذي يقول:

و قد أجود و ما مالي بذي قنع # و أكتم السرّ فيه ضربة العنق‌

و أغزل بيت قالته العرب قول‌ [3] جرير:

إنّ العيون التي في طرفها حور # قتلننا ثم لم تحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به # و هنّ أضعف خلق اللّه إنسانا

فائدة

: روى الطبراني في الدعوات، من حديث ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن، عليها يبلغ الجنة و بها ينجو من النار» . و قال علي رضي اللّه تعالى عنه: لا تسبوا الدنيا ففيها تصلون، و فيها تصومون، و فيها تعملون، فإن قيل: كيف يجمع بين هذا، و بين قوله‌ [4] صلى اللّه عليه و سلم: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر اللّه و ما والاه و عالما أو متعلما» . فالجواب ما قاله شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام، في آخر الفتاوى الموصلية: إن الدنيا التي لعنت هي المحرمة التي أخذت بغير حقها أو صرفت إلى غير مستحقها.

و قد تقدم في باب الباء الموحدة في ذكر البعوض، ما قاله الشيخ أبو العباس القرطبي في ذلك و هو حسن فراجعه.

و في الحديث‌ [5] : «بئس مطية الرجل زعموا» شبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه، و يتوصل به إلى غرضه من قوله: زعموا كذا و كذا بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة، و إنما يقال زعموا في حديث لا سند له و لا ثبت فيه. و إنما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم من الحديث ما هذا سبيله.

و في الكشاف و غيره أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «زعموا مطية الكذب» . و قال ابن عمر و شريح: لكل شي‌ء كنية، و كنية الكذب زعموا. قال ابن عطية: و لا يوجد زعم مستعملة في فصيح الكلام، إلا عبارة عن الكذب، أو قول انفرد به قائله، و تبقى عهدته على الزاعم، ففي ذلك ما ينحو إلى تضعيف الزعم، و قول سيبويه زعم الخليل كذا إنما يجي‌ء فيما تفرد الخليل به.

تتمة

: قال شيخ الإسلام النووي: روينا بالإسناد الصحيح، في جامع الترمذي و غيره، عن


[1] العقد الفريد: 6/350. و أبو محجن شاعر مخضرم ادرك الإسلام و شهد القادسية.

[2] الحيوان للجاحظ: 5/182.

[3] ديوان جرير: 492.

[4] رواه الترمذي: زهد 14. و ابن ماجة زهد 3.

[5] رواه أبو داود: أدب 72. و ابن حنبل 4/119. 5/401.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست