حكى محمد بن حرب، قال: دخلت على العتابي فوجدته جالسا على حصير، و بين يديه شراب في إناء، و كلب رابض بالفناء بحياله، يشرب كأسا و يولغه أخرى، فقلت له: ما الذي أردت بما اخترت؟فقال: أسمع أنه يكف عني أذاه، و يكفيني أذى من سواه، و يشكر قليلي و يحفظ مبيتي و مقيلي، و هو من بين الحيوان خليلي. قال ابن حرب: فتمنيت و اللّه أن أكون كلبا له لأحوز هذا النعت منه.
الخواص
: لحمه يعلو شحمه، بخلاف لحم الشاة، فإن شحمها يعلو لحمها، فإذا ارتضعت الشاة من كلبة كان لحمها على صفة لحم الكلاب، و في ذلك قصة شهيرة لربيعة و مضر و أنمار و إياد، تقدمت في باب الهمزة في الأفعى.
قال السهيلي: و في الحديث «لا تسبوا ربيعة و مضر، فإنهما كانا مؤمنين» . قال: و إنما سمي ربيعة الفرس لأنه أعطي من ميراث أبيه الخيل، و أعطي أخوه الذهب، فسمي مضر الحمراء. و لا تقول العرب إلا ربيعة و مضر و لا يقولون مضر و ربيعة أصلا.