نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 417
غيره سلم إليه، و إن تنازعوا فإن وجدنا كلابا و أمكنت القسمة عددا قسم، و إلا أقرع بينهم.
و هذا هو المذهب، و هاهنا المعتبر قيمتها عند من يرى لها قيمة و يعتبر منافعها، كما في الوصية من الروضة.
تتمة
: قوله تعالى: تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمََّا عَلَّمَكُمُ اَللََّهُ[1] أي من العلم الذي كان علمكم اللّه دل على أن للعالم فضيلة ليست للجاهل، لأن الكلب إذا علم تحصل له فضيلة على غير المعلم، و الإنسان إذا كان له علم أولى أن يكون له فضل على غيره كالجاهل، لا سيما إذا عمل بما علم. كما قال علي رضي اللّه تعالى عنه: لكل شيء قيمة، و قيمة المرء ما يحسنه. و قال لقمان لابنه، و اسمه ثاران: و قيل: أنعم يا بني لكل قوم كلب، فلا تكن كلب قومك. و روى الإمام أحمد، في مسنده، و البزار و الطبراني، من حديث عبد اللّه بن عمر، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال [2] : «ضاف رجل رجلا من بني إسرائيل، و في داره كلبة مجح، فقالت الكلبة: لا و اللّه لا أنبح ضيف أهلي!قال:
فعوت جراؤها في بطنها فقيل: ما هذا؟فأوحى اللّه إلى رجل منهم: هذا مثل أمة تكون من بعد يقهر سفاؤها حلماءها» . و المجح بالجيم المكسورة قبل الحاء المهملة. قيل: هي الحامل التي قرب ولادتها.
و في صحيح [3] مسلم و سنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتي بامرأة مجح على باب فسطاط، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «لعله يريد أن يلم بها» . فقالوا: نعم. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه و هو لا يحل له كيف يستخدمه و هو لا يحل له» .
الأمثال
: قال اللّه تعالى: وَ اُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ اَلَّذِي آتَيْنََاهُ آيََاتِنََا فَانْسَلَخَ مِنْهََا فَأَتْبَعَهُ اَلشَّيْطََانُ فَكََانَ مِنَ اَلْغََاوِينَ `وَ لَوْ شِئْنََا لَرَفَعْنََاهُ بِهََا وَ لََكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى اَلْأَرْضِ وَ اِتَّبَعَ هَوََاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ اَلْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ[4] قال ابن عباس و مجاهد و غيرهما رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين: هو رجل من الكنعانيين الجبارين اسمه بلعم بن باعوراء، و قيل بلعام بن باعر، و قال عطية عن ابن عباس: أصله من بني إسرائيل و لكنه كان مع الجبارين.
و قال مقاتل: هو من مدينة بلقاء، و كانت قصته على ما ذكره ابن عباس و السدي و غيرهما أن موسى صلى اللّه عليه و سلم لما قصد حرب الجبارين، و نزل أرض كنعان من أرض الشأم، أتي قوم بلعم و كانوا كفارا، و كان بلعم عنده اسم اللّه الأعظم، و كان مجاب الدعوة، فقالوا له: إن موسى رجل حديد، و معه جنود كثيرة، و إنه قد جاء ليخرجنا من بلادنا، و يقتلنا و يحلها بني إسرائيل، و أنت رجل مجاب الدعوة، فاخرج و ادع اللّه أن يردهم عنا.
فقال: ويلكم نبي اللّه و معه الملائكة و المؤمنون كيف أدعو عليهم، و أنا أعلم من اللّه ما أعلم؟و إني إن فعلت هذا ذهبت دنياي و آخرتي!؟فراجعوه و ألحوا عليه، فقال: حتى أؤامر ربي