قيل: دخل أبو بكر الخالدي على الخليفة، فأنشده قصيدة امتدحه بها فأجازه، و كان بين يديه صحن يشم أزرق، فلمحه أبو بكر فأعطاه الخليفة إياه فخرج من عنده و هو مسرور، فمر على أبي الفتح بن خالويه فهناه أبو الفتح بذلك، فلما أصبح جاء إلى الخدمة، فقال له الخليفة: كيف حالك و كيف كان مبيتك؟قال: بخير و دعا له، و قال: بتنا ندعوا لمولانا أمير المؤمنين، و بت أتفنن في الصحن و أتملى بحسنه، فأضفته إلى صدقات مولانا و رفده، و كل خير عندنا من عنده، فتنمر أمير المؤمنين، و استشاط غضبا و زجره، فخرج من عنده حزينا كئيبا، فمر على ابن خالويه فسأله عن السبب و ما الخبر فأخبره بما قال، فقال له أبو الفتح: أو قلتها؟فقال: نعم. فقال: أين أنت؟ أ تجعل أمير المؤمنين كلبا أين ذهب عقلك؟أ و ما سمعت قول أبي نواس في طريدته:
فكلّ خير عندهم من عنده # و كلّ رفد نالهم من رفده
فكاد الخالدي أن يموت فزعا ثم قال له: عرفني كيف المخلص؟قال: تمارض مدة ثم أظهر أنك شفيت ثم تأتي أمير المؤمنين، فإذا سألك عن سبب مرضك، فقل له: طالعت طريدة أبي نواس، فلما فعل ذلك رضي عنه أمير المؤمنين.
فائدة أخرى
: اختلفوا في قوله [4] تعالى: وَ كَلْبُهُمْ بََاسِطٌ ذِرََاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اِطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرََاراً وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً أكثر أهل التفسير على أن كلب أهل الكهف كان من جنس الكلاب. و روى عن ابن جريج أنه قال: كان أسدا و يسمى الأسد كلبا لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم دعا